من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: الكلام الخارم بارم !
الخرطوم/ الرائد نت
في الممارسة السياسية هنا نرتكب عدة أخطاء قاتلة وغير متعقلة وغير متزنة وليس فيها المعني الجاذب ولا المبني الذي يمكن أن يسكن فيه الجميع ولعل بعض النخب السياسية التي تسيدت المشهد السياسي السابق تمشي في نفس المنوال بممارسات غير رشيدة وتصريحات غير موفقة كل هذا اسبابه ركوب (خيل) السياسة (بالقَلَبة ) ! اي بمعني أن ظهر الراكب يتجه نحو رأس الخيل والوجه يتجه صوب ذيله ! ويضرب الحصان ليركض ، وسببه عدم وجود الخبرة السياسية التي افتقدوها ، كل هذه الأشياء اثرت سلبا في المشهد السياسي السوداني وجعلته كل يوم يقفز من حفرة ظلام( تازيمي) إلى حفرة أخرى أشد عمقا وتازيما
الردة مستحيلة هذه عبارة غير سليمة في منطق هذا الزمان وواقعه ، لفظ كلمة الردة ظهر في عهد الخليفة أبوبكر الصديق ويقصد به مجموعة تمردت وتفلتت وأردت الرجوع عن دين الإسلام وبداءت تمجد في الرجوع إلى الركوع والسجود في محراب مناة وهبل ، سموهم المرتدين وقاتلهم الخليفة حتى كسرت شوكتهم ، لم نسمع كلمة الردة إلا في السودان مرة أخرى ولم نسمعها إلا من أناس لا فهم لهم ولا رشاد ، هي كلمة في غير محلها وغير مناسبة لإطلاق ما يريدون ، ما تفعله الآن الحكومة هو تصحيح لوضع شاذ وغريب حل من قبل على الواقع السياسي ، المجلس السيادي فيه عسكريون وفيه مدنيون كما كان وكذلك الولايات تحظى بولاة مدنيون وكذلك الوزرات …
إذن( الحكاية المدنية ماشة) كما هي بالضبط ، هي مسالة إبدال الخامل بالنشط والأعمى بصرا وبصيرة بالمبصر وصاحب البصيرة الجيدة وتحريك المياه التي ركدت أكثر من سنتين وفتح مجري لها لتجري الآسنة منها بعيدا ويتجدد الماء الطهور ، الذين يلوكون مفردة الردة مستحيلة يريدون أن ترجع عقارب ساعة التصحيح إلى الوراء وعودة ذات الواجهات القديمة والشخوص القديمة والكومبارسات التي لم نر منها إلا حركات (اكشن) سياسي غريب فاشل لم يعجب المشاهدين ، فبدلا من كلمة الردة مستحيلة يجب أن تتغير الجملة إلى جملة أخرى فيها منطق وفيها تعقل وفيها اتزان….
لا شراكة هذا لفظ مقعد والإصرار عليه يصب في خانة المنحى السياسي المتخلف وعدم الشراكة يعني تسلط فئة معينة علي الأخري وضرب المعارضين بسوط الإقصاء وتسليط سيف الطغيان عليهم وترسيخ الدكتاتورية ، الدول التي تتبع المنهج الديمقراطي تعتمد على الشراكة حتى الولايات المتحدة في الكونغرس مثلا تجد فيه ألوان الطيف السياسي المساندة للرئيس بايدن والمناهضة له لكن الصوت المعارض يسمع له ويدرس ويحترم إذن هذه هي الشراكة التي اقصدها فعليكم بتغيير هذه الجملة التي لا تساهم في تقدم هذه البلاد فلابد من شراكة في الحكم وإلا سوف يحدث مالا يحمد عقباه
الأزمات التي تحدث دائما في كل مناحي الحياة السياسية والإجتماعية لا تحل إلا بالجلوس بين الذين هم أطراف في هذه الأزمات والموافقة بالجلوس تقود إلي التفاوض والتفاوض يقود إلى سماع رأي هذا وذاك وفي نهاية الأمر يصل المتخاصمون إلى توافق ويشرف على هذا التوافق حكماء وتنتهي الازمة ، هذا مانعرفه و ما عرفناه ، إذن كلمة لا تفاوض تعني ركوب الراس نحو الخطأ والسير في القضيب الذي نهايته الهاوية السحيقة والسير بسرعة عالية نحو إتجاه لايرى لأنه تم تعتيم الزجاج الذي أمام من يقود السيارة ، فالتفاوض هو أساس الحكم والتفاوض يقود إلى الكلمة السواء وعدمه يقود إلى الفشل..
الردة مستحيلة ، لا تفاوض ، لا شراكة ، لا شرعية هي عبارات ذميمة يحب أن نرميها في المذبلة ويجب إختيار عبارات موفقة ومقبولة ومنطقية يمكن أن تحل بيسر على بساط الأرض الواسعة التي تسع الجميع وتكون ادوات لتغيير الواقع السياسي الراهن إلى الأفضل….. فيا هؤلاء ويا أولئك بالله عليكم…… تعقلوا .