بعد الغروب | بدرالدين حسين علي يكتب: سيادة السودان من أضاعها
الخرطوم الرائد نت
في ذكرى تحرير الخرطوم تعالت اصوات شعبية تطالب باستعادة السيادة الوطنية التي ظلت مستباحة، طيلة ثلاثة سنوات مضت من تاريخ السودان الحديث، جعلت سيادة البلاد محلا للمزايدات الرخيصة.
لقد كانت ساحة الاعتصام اول بوابة اهدار السيادة الوطنية حينما صال وجال سفراء الدول الاجنبية في ساحة الاعتصام، ووزعوا للمعتصمين ما يعينهم علي مواصلة الاعتصام، وتفتيش رتب عظيمة في الجيش السوداني في ظاهرة غريبة لكسر هيبة المؤسسة العسكرية.
لقد اهدرت السيادة الوطنية يوم هرعت قوي الحرية والتغيير الي السفارات تطلب الدعم، وتسربت خطاباتهم حينما دب شيطان المال بينهم مولدا خلافا خرجت تحته كل اسرار التمويل الذي تجاوز كل قيم السيادة الوطنية، و تكشفت اساليب ارتماء هذه الاحزاب في حضن الاجنبى.
سيادة البلاد انتهكت حينما رضي رئيس الوزراء حمدوك، ووزراء احزاب قوي الحرية والتغيير ان يتقاضوا رواتبهم بالدولار من بريطانيا العظمي، بعد ان وضعوا بلادهم تحت الاستعمار الجديد.
سيادة السودان اهدرت حينما كتب حمدوك خطابه المشئوم طالبا من الامم المتحدة وضع بلاده تحت البند السادس، ووقف يومها كل المكون العسكري موقفا مريبا لا يتسق مع دورهم حفاظا علي سيادة البلاد.
سيادة السودان اصبحت في محك وحمدوك يهبط في كاودا تحت رعاية المبعوث الامريكى دونالد بوث، والسفير النرويجى، والسكرتير العام لبرنامج الغذاء العالمي، ليعترف بها ارضا محررة من بلد يحكمه هذا الحمدوك.
سيادة البلاد انتهكت حينما اصبح الاثيوبى مبعوث العناية الالهية التي تقود المكون المدني والعسكري للوصول لوثيقة دستورية ادخلت البلاد جحر الضب
سيادة السودان اصيبت في مقتل حينما وضع البرهان يده في يد نتنياهو، وجعل خرطوم اللاءات الثلاثة مرتعا لجهاز الموساد الإسرائيلي يجوبها طولا وعرضا، في الوقت الذي لم يراوده ذلك ولو حلما بعيد المنال.
سيادة السودان عرضت في سوق النخاسة وكل وزير او عائد للسودان مشاركا في الحكم الا ومر بالمحطة الخليجية لياخذ روشتة عمله.
سيادة السودان وضعها خالد سلك تحت اقدام الوفد الامريكى وهو يطلب منهم قفل كل(بلوفات) الدعم الخارجي وهو وزير رئاسة مجلس الوزراء بالامس القريب.
كل هذا وغيره جعل اصحاب دعوة استعادة السيادة تعلو اصواتهم من منطلق وطني، وهي دعوة يجب ان يلتف حولها كل مكونات الشعب بعيدا عن التصنيف الحزبي البغيض.
ليخرج الشعب من ضيق مبادرات الغرب الي سوح الحل السوداني السوداني والذي يبدأ باستعادة سيادة البلاد ومنع الاجنبى من حشر انفه في شئونها.