بعد الغروب | بدر الدين حسين علي يكتب:سجناء الكوزنة.

0

الخرطوم الرائد نت

  • لم يكن اعتقال الرئيس عمر البشير وقيادات نظامه شيئاً خارق للعادة عند سقوط نظام ومقدم نظام جديد، فهذه الإجراءات تبدأ احترازية وتحوطية ثم تتحول الي عدلية متي ما وجدت النيابة المسوغ القانوني للدفع بالمعتقلين الي سوح القضاء العادل.
  • ولكن في ظل ثورة رفعت شعارات الحرية والسلام والعدالة تطاول اجل الاعتقال والسجن لهؤلاء وغيرهم من قيادات الاحزاب والتنظيمات والجماعات الاسلامية دون توجيه تهم لهم او تقديمهم الي محاكمات، وانما تحت سلسلة من إجراءات تجديد الحبس دون ادنى مسوغات منطقية قبل القانونية.
  • ولو جزمنا بان قانون (قرقوش) الذي يحكم مثل هذه الافعال قد حدد بان كل من يثبت انه كوز او كان جزء من نظام البشير يودع السجن فان هذا يرفع الحرج عن سجن البشير وبكري وعلي عثمان ونافع وغيرهم ولكن كيف ينطبق ذلك علي د. محمد علي الجزولي؟.
    . الجزولي كان من الاكثر الاصوات علوا بمعارضة نظام البشير ولعل كل نشاطه السياسي والدعوي في اواخر عهد البشير كان مسخرا لمعارضة سياسات عهده.
  • ولو يذكر الناس فان اول من دعي لعدم ترشيح البشير في انتخابات ٢٠٢٠ كان هو الجزولي في افطار رمضاني اقامه حزبه في نادي سوداتل، كان خلاصة بيان الحزب وكلمة قائده ان لا لترشيح البشير لولاية ثانية، ومن يومها والجزولي بين المعتقل والمعارضة فكان من اواخر الذين اطلق سراحهم مع اندلاع الثورة.
  • واليوم يقبع في السجن لانه عارض منهج ادارة الفترة الانتقالية وسبق الاحداث تحليلا حينما توقع ما يحدث الان، فوقع في جب الكوزنه فذهب به الي السجن حبيسا، ولعله قد جدد له الحبس زهاء ستة عشر مرة دون تهمة واضحة او جرم قام به.
  • اين هي هذه العدالة التي سجنت احدهم لعامين قبض علي انه شخص اخر، وحينما اكتشفوا تشابها لا تطابقا في الأسماء ارجعوه للسجن،باحثين له عن جريرة، وحينما عجزوا اتهموه بعمل ارهابي علي حد زعمهم غير انهم لم يحسنوا التقدير، فقد كان الرجل قابعا في محبسه وهم يرسمون مسرحية خليتهم علي ارض الواقع.
  • ان تقديم نائب الرئيس كبر لمحاكمة اثبتت براءة الرجل واكدت بان القضاء السوداني ما زال ينبض فيه قلب العدالة، جدير بان يستمر في ذات الطريق مع كل الذين يجلسون اليوم بين جدران السجون دون اتهام واضح او تقديم لمحاكمة عادلة ان وجدت منهم جرما حاكمتهم والا اطلقت سراحهم.
  • ولعل السوال الذي يبحث عن اجابة لماذا اخرج البرهان معتقلي الحرية والتغيير دون محاكمتهم وارجع من وصفهم بانهم موتمر وطني وفيهم الجزولي رغم صدور قرار من النائب العام بالافراج عنهم ، اخاف البرهان سخط الشارع ولم يخف من اختلال ميزان العدالة.
    *الثورة التي تبحث عن العدالة يجب ان تكون حريصة علي تحقيقها متي ما وجدت ذلك ممكنا، اما التى تنادى بالعدالة وتمارس الظلم فانها لاتمثل الثورة وابحثوا عن الذى تمثله.
اترك رد