بعد الغروب| بدر الدين حسين يكتب: فولكر.. الحاكم العام..!!
الخرطوم الرائد نت
- السودان منذ فجر استقلاله لم يتعرض لحراك استخباراتي مشهود كما حدث منذ لحظة الاعتصام الاولي والي يومنا هذا، فقد صارت الساحة السياسية السودانية مستباحة لدرجة ان يقرر سفراء الدول في شان البلاد، وتصبح السفارات مزارات مقدسة للاحزاب تعطيهم الاوامر والتعليمات كما تعطيهم رزم الدولارات.
- ولان الغالب في التحرك كان أجنبى المنشأ فانه لم يكن من المستغرب ان ترتوي شوارب ولحي الاحزاب من خمرة موامرة الاجنبي ضد بلادهم وهم في سكرة من ذلك وغي بعيد، ينفذون المرسوم من غير حتي وضع شوله.
- ولذلك لم يكن مشهدا مستغربا ان يتجول سفراء الدول في ساحة الاعتصام ويتعدون ذلك للمشاركة في التظاهرات اليومية متجاوزين كل الاعراف التي تحكم مهنتهم، فقد كانوا في عهد النظام السابق لو فتحوا افواههم بكلمة ضد السودان وسيادته لتم استدعائهم لو زارة الخارجية وعنفوا وربما اصبح غير مرغوب فيهم، اذا لم يشملهم صرف (بركاوي) تقيل.
- وبعد كل هذا الهرج والمرج الدولي ظلوا يبحثون لانفسهم عن موطأ قدم ما بعد الثورة، فكان خطاب حمدوك للامم المتحدة لارسال بعثة اممية تحت البند السادس لدفع عملية التحول الديمقراطي سلميا.
- ولعل هذه الخطوة تشبه الي حد بعيد قصة الجاسوس النمساوي مع نابليون الذي رفض مصافحته رغم انه كان سببا في دخول نابليون النمسا وقال نابليون حينها : مثل الخائن لوطنه كمثل السارق لمال ابيه ليطعم اللصوص، فلا ابوه يسامحه، ولا اللصوص يشكرونه.
- لذلك لا يظن حمدوك ان لصوص العالم هؤلاء سيشكرونه يوما ما ، كما ان شعب السودان لن يغفر له سعيه لاعادة استعمار السودان بحاكم عام جديد هو فولكر بيرتس.
*كيف لا يكون حاكما عاما وهو الفاعل الاول في شان السياسة والحكم في السودان، اولم يكن هو من اعطي اشارة الانقلاب او التصحيح كما يسمونه بعد اجتماع مطول مع البرهان وحمدوك. - اوليس هو من قدم احاطة لمجلس الامن في اوائل ديسمبر من العام الماضي بان اتفاق البرهان وحمدوك كان تحت رعايته، وان اصحاب المصلحة يشعرون بالخيانة من قبل الانقلاب ويرفضون اي شراكة او مفاوضات مع الجيش.
- فمن يفسر لنا عبارة (اصحاب المصلحة) في نظر فولكر، هل هم السواد الاعظم للشعب السوداني، ام انهم الاحزاب السياسية، ام انهم كل منظمات المجتمع المدني، ام انهم احزاب اربعة يحبهم فولكر ويحبونه كسور برلين.
- اولم يستوقف الناس ان هذا الفولكر كان اول من اعلن عن اتفاق لعودة حمدوك واطلاق سراح المعتقلين السياسين والغاء قانون الطواري، القشة التي يتعلق بها البرهان بعد ان استجاب للاولي والثانية ورضخ لحديث فولكر بحضور حمدوك بمعالجة القرارات الاحادية التي اتخذها البرهان في اعقاب الانقلاب، وقد كان حيث نتفها حمدوك عرورة عروة.
- واليوم يظهر الحاكم العام بمبادرة جديدة وهي اطلاق المشاورات الاولية لعملية سياسية بين الاطراف السودانية لدعم اصحاب المصلحة للاتفاق علي مخرج من الازمة السياسية ، وركزوا جيدا فالذي يطلق المشاورات هو من يملك القرار ، وحدد من ستشملهم المشاورات بالحركات المسلحة والاحزاب السياسية والمجتمع المدني والجماعات النسوية ولجان المقاومة.
*مبادرتك قطعا ستجد كل الانصياع والمباركة غير انك تجاهلت عبارة واحدة في مبادرتك وانت تتحدث عن من تشملهم المبادرة فنسيت ( عدا الموتمر الوطني) يمكن ان تكون في ملحق المبادرة فلا تنساها.