مواطنون يشتكون من الواقع المعيشي المؤلم | السودان

0

الخرطوم | الحاج عبدالرحمن : صحيفة الميدان

الرائد نت

كشفت جولة لـصحيفة (الميدان) عن استقرار أسعار السلع الاستراتيجية في مستوياتها المرتفعة، حالياً على الأقل، مع احتمال زيادتها أو ثباتها في مستوياتها الحالية التي صارت فوق طاقة المواطنين. ووفقاً للتاجر عاصم عمر الضو فإن أسعار معظم السلع الاستراتيجية ما زالت كما هي منذ مدة، لكنه استدرك بالقول بأن حركة الشراء من جانب المواطنين قلت عما كانت عليه من قبل. وأوضح عاصم لـ(الميدان) أن سعر كيلو السكر يبلغ 400 جنيهاً الآن وأن سعر جواله زنة 50 كيلو تبلغ 17ألف و500 جنيهاً، أما أسعار الزيت فيبلغ بحسب عاصم سعر جركانة زيت الفول 36 رطلاً فأنها تبلغ 13 ألف و500 جنيه وهي انخفضت مقارنة بسعرها السابق البالغ 17 ألف جنيه.ويشير عاصم عمر إلى أن سعر رطل الشاي الغزالتين بلغ ألف و200 جنيه بينما بلغ سعر اللبن البودرة كابو 8 ألف و500 جنيه لعبوة 2 كيلو ونصف، لكن عينة أخرى من لبن البودرة فأنها تبلغ 7 ألف و500 جنيه مقارنة بالعينة سالفة الذكر.

وأوضح عاصم أن حركة البيع والشراء قلت مقارنة بالسابق، وذلك لتداعيات ما يحدث حيث قلت كمية الأموال لدى الناس مقارنة بالأسعار المتزايدة في وقت سابق، أو لتآكل قيمتها.

ومن جانبها قالت المواطنة ابتهاج أمين لـ(الميدان) بأن الأسعار تسير بشكل مرتفع عما كانت عليه، ولفتت بأنها تصرف على المنزل في الحد الأدنى مبلغ لا يقل عن 5 ألف جنيه يومياً لمقابلة التكلفة اليومية لتسيير حياتهم، ولفتت إلى أنهم كانوا يصرفون في السابق حوالي ثلاثة ألف جنيه فقط. ومضت ابتهاج في القول بأن سعر البصل لصناعة (حلة) من الطعام كان يبلغ نصف جنيه فقط، لكنها الآن تحتاج لشراء نفس الكمية بمبلغ 300 جنيه وحملت ابتهاج ما يطرأ من زيادات للتجار وأشارت إلى أن الأسعار الآن تتباين من متجر لآخر.

لكن التاجر عاصم عمر رد عليها بالقول بأنهم ليسوا السبب لأن بضائعهم محدودة وهم يتعاملون مع الجمهور مباشرة.

ودعت ابتهاج الحكومة للعمل على تخفيف أسعار السلع عبر انتهاج سياسات اقتصادية تفضي إلى ذلك، لكن المواطنة سماح محمد قالت لـ(الميدان) بأنهم وصلوا الميس، مبينة بأنهم أسرة صغيرة مكونة من أربعة أشخاص لكن رابعهم طفل يبلغ حوالي العامين الآن، وأكدت على أنهم تخلوا عن تناول أشياء كثيرة واكتفوا بتناول البقوليات مثل العدس في أكثر من وجبة وأيضاً (السخينة) إن لم يتناولونها في الفطور فإنها غالباً تكون غذائهم وعشاءهم.وزادت بالقول بأنهم تخلو عن شرب الحليب واكتفوا بتقديمه للطفل ولجدته فقط.وأشارت إلى أن مشاكل الحياة تعددت خاصة العلاج الذي صار مكلفاً بشكل لا يصدق، وأنهم باتوا يتعايشون مع الأمراض الخفيفة أو حتى تلك التي تلزمهم سرير المرض أحياناً، ويضطرون الذهاب للطبيب عند اشتداده فقط، بيد أنها استدركت بالقول بأنهم يحافظون على صحة الطفل الصغير والجدة ويتعاملون معهم بحرص كبيرين.ومن جانبها قالت المواطنة خالدة أحمد لـ(الميدان) أن أسعار السلع خاصة الاستراتيجية باتت فوق طاقة المواطنين. وزادت بالقول (رغم ذلك فأن هذه الأسعار ترتفع عند حدوث أي أزمة سياسية بالبلاد، رغم أنها تكون مخزنة في مخازن كبار التجار.

وأوضحت أن الحكومات السابقة منذ عهد المخلوع البشير لم تتعامل مع قضايا معايش المواطنين على الإطلاق ولم تساهم في حلها، رغم أن حكومة رئيس الوزراء المستقيل قدمت معالجات فيما يتعلق بـ(سلعتي) أو غيرها، لكنها تظل معالجات محدودة، وأوضحت أن المطلوب أن تتعامل الحكومة القادمة بجدية أكثر مع هذا الملف باعتبار أن المشاكل الاقتصادية ساهمت في إسقاط المخلوع عبر ثورة ديسمبر المجيدة، كما ودعت لأن يتم إيلاء مسألة الدواء والعلاج الاهتمام اللازم بعد أن ظل يعاني المواطن الأمرين منذ أن قام انقلاب الجبهة الإسلامية بإلغاء مجانية العلاج، وإدخال العلاج الاقتصادي ثم تحولت الصحة إلى تجارة واضحة، لا يستطيع التعامل معها إلا المرضى المضطرين للذهاب للمستشفيات الخاصة أو المستوصفات.ومن جانبه قال بخيت مساعد وهو نقابي سابق لـ(الميدان) أن تحسين معايش الناس مرتبط بضرورة إجراء تغيير عام في البلاد، مبيناً أن المجلس الانقلابي الماسك الآن بزمام السلطة وحلفائه يستأثرون بمعظم الاقتصاد السوداني.

ولفت إلى أنهم يقفون حجر عثرة كذلك في وجه الجماهير الطامحة في الانطلاق لتكون منتجة، ولفت إلى أنهم ينفذون ذلك عبر مختلف السياسات التي يطبقونها.وأوضح أن حكومة رئيس الوزراء المستقيل كانت تقاوم الجماهير وتنفذ في ذات الوقت سياسات صندوق النقد والبنك الدوليين. وأشار إلى أن هذه السياسات تقطع طريق الإنتاج تماماً أمام الجماهير ليستمر السودان مصدراً للمواد الخام لمصانعهم. وأكد بخيت مساعد أن السلطة الحالية بجانب رئيس وزرائها المستقيل ليس لديهم مصلحة في أن تتحول البلاد إلى منتجة وتعتمد على ذاتها، وأوضح أن د. حمدوك كان متمسك بسياسات الليبراليين الجدد الاقتصادية وأشار في الصدد إلى أنه رفض أكثر من مرة البرامج الاقتصادية التي تجعل البلاد معتمدة على ذاتها وليس على هبات الغرب، مثل البرنامج الاقتصادي للجنة الاقتصادية للحرية والتغيير، أو البرنامج الإسعافي الذي دفع به الحزب حول كيفية تطوير اقتصاد السودان.وأوضح أن الحزب الشيوعي قدم مشروعاً اقتصادياً متكاملاً شرح فيه كيفية حل مشاكل البلاد الاقتصادية، لكن حمدوك رفض كل ذلك ورأى أن البديل هو الخضوع وتنفيذ سياسات المؤسسات الدولية الاقتصادية وأن يكون السودان معتمداً على الهبات والمعونات.

اترك رد