نظرة ثاقبة| رجاء مصطفى الكامل تكتب: قبل أن تغرق السفينة.

0

الخرطوم الرائد نت

تمر علينا ذكرى الإستقلال هذا العام وتعيش بلادنا أسوأ حالاتها مابين فترة إنتقالية مليئة بالخلافات والإنقسامات وحروب أهلية ما إن تنطفئ في مكان إلا واندلعت في آخر .قبل أن تنال بلادنا إستقلالها كان العدو هو المستعمر واتحد الشعب السوداني ملتفاً حول حكومته ومعارضته لإخراجه من أرضنا أما الآن فنحن نعادي بعضنا بعضاً ونحارب بعضنا ونقتتل داخل أرضنا وتهدر الأرواح والطاقات والثروات نحو تدمير بلادنا وهلاكها بدلاً من بناءها وتعميرها وتحولت سلمية الثورة إلى عنف ومعارك خاسرة وحلول صفرية تسببت فيها الأحزاب بمواقفها المتناقضة والمتعنتة طمعاً في الوصول للسلطة وفرض الأجندات الحزبية الضيقة ولم نجد حتى الآن قيادات قومية همها الوطن ومعاش الناس وكل أتى لأجل نفسه وقومه.نجح أعداء الثورة في توجيه طاقات الشعب السوداني نحو العداوات والتخوين والكراهية وزرع الفتن بين أبناءه وثلاث سنوات من الرجوع إلى الوراء وتدهور البلاد في كل المجالات وتفاقم الأزمات.

علينا أن نحكم صوت العقل ونحارب التشوهات التي لحقت بمجتمعنا ونحافظ على بقايا وطننا المنكوب من السرقة والإنهيار الوشيك قبل أن نبكي على اللبن المسكوب.

يجب أن نستشعر جميعاً أن بلادنا هذه أمانة في أعناقنا واجب علينا أن نرعاها حق رعايتها ونؤديها كاملة غير منقوصة للأجيال القادمة بصدق وإخلاص ووفاء وإلا ورثو اللجوء والفقر والجوع والجهل وحملنا وزر كراهيتهم لها .مازالت الفرصة مواتية أمامنا لنعود إلى وطننا ونعيد بناءه ورغم كل هذه المحن مازال السودان غنياً بخيرة أهله وخيراته وثرواته التي ميزنا الله بها من بين الأمم.

لابد أن يتوج نضال الصادقين المخلصين بالنصر وإن طال إنتظاره وللحق يوم يظهر فيه وينتصر وستكون عاقبة المتربصين بانقلاب كيدهم وشرهم على أنفسهم ومادامت شمس السودان تشرق سيبزغ فجر نصره وعزته.

مايحتاج إليه السودان في هذه المرحلة العصيبة هو مزيد من الولاء والإنتماء اليه والتجرد من كل نزعات الجهوية والقبلية التي كادت أن تهلكه ويجب أن يكون هنالك منهج سوداني خالص يدرس في مراحل التعليم المختلفة يتضمن التراث السوداني وينمي روح الوطنية والقومية لدى أبناء الشعب السوداني وعلى مؤسساتنا أن تتحلى بالروح الوطنية وتحتفي وتعتز بالتراث السوداني الذي به تنهض دولتنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.