منصة د. الجزولي تكتب: الدعاة وعلمانية الخطاب الديني !!
متابعات/ الرائد نت
ظللنا نتابع مواقع وصفحات مشاهير الدعاة في بلادنا وصفحات المراكز والجمعيات والهيئات والجماعات الدعوية علنا نظفر بتعليق وموقف على الأحداث التي تمور بها بلادنا مورا فلم نجد تعليقا ، موقفا حراكا ، لقاءات ، تواصلا إلا نذرا يسيرا على سبيل الوعظ والدعاء أن يولي الله من يصلح !, شهران من الأحداث الجسام لم نجد شيئا ذا بال بتاريخ 25 أكتوبر مع القرارات التي إتخذها قائد الجيش ولا بتاريخ 21 نوفمبر وهو يوقع إعلانا سياسيا مع حمدوك !!، لكننا عثرنا على مئات الفيديوهات والتعليقات والبوستات بتاريخ 25 ديسمبر لا تتحدث عن حراك 25 ديسمبر فهذا حراك في مدغشقر لا صلة لمنابر الدعوة في السودان به لا تأييدا ولا رفضا لا نصحا ولا تحذيرا !، لكن تلك التعليقات والفيديوهات كانت عن حكم تهنئة النصارى بأعياد الميلاد وتلك قضية مهمة وبيان الحكم الشرعي فيها من الفريضة الشرعية والواجب المتحتم لكنه يكشف عن علمانية الخطاب الديني !!، هذا الخطاب الذي يرى أخطر ما في حكومة حمدوك عمر القراي وأكثر ما يستفزه للحديث هو تعديلات نصر الدين عبدالباري لقانون الزي والإحتشام ، لكن التبرج السافر للسياسات الإقتصادية الرأسمالية المتوحشة التي أخضعت البلاد لروشتة صندوق النقد الدولي فتخلت الدولة عن دور الرعاية التي منه اشتق الإسلام صفة الحاكم فأسماه راعيا ( الإمام راع وهو مسؤول عن رعيته ) تلك السياسات القاضية برفع الدعم عن السلع الضرورية فأزهقت الأنفس بالجوع وطحنت عظام الفقراء فإرتفعت الأسعار وإنهارت العملة ، أقصى ما يعبر به بعض الخطاب الديني أن الغلاء عقوبات إلهية بسبب تبرج النساء لا تبرج الإقتصاد !!،
ولا ندري هل هذا لجهل بعض الدعاة بالمعالجات الإقتصادية التفصيلية الشرعية التي تحقق النهضة وتعالج الفقر أم لبناء نفسي شرم إستقر في نفوس بعض الدعاة من أن الكلام في السياسة ضرب من النجاسة .
أيها الدعاة للعلمانية وجهان وجه هو فصل الدين عن الدولة بإخراج الدين من جميع مباحثها وفصولها ووجه هو فصل الدولة عن الدين بإخراج كل أحداث الدولة وملفاتها من خطاب المسجد فتلك أيضا علمانية !!
أيها الدعاة هل تدركون أن السودان يمر بتهديد وجودي لم يمر به منذ الإستقلال بل منذ دخول الإسلام إليه ؟!