عائشة الماجدي تكتب: أهل الشرق.. من أي طينة أنتُم؟

0

متابعات/ الرائد نت

على هامش زيارتي لدوحة العرب وفي ظل زحمة الأحداث والبرامج بين نهائي المباريات واللقاءات وتبادل زيارات الزملاء والمعارف ظهرت على بريدي الإلكتروني الخاص رسالة فحواها أن السلام عليكم وتعريف شخص بإسمه ويتبعها مباشرة تقديم دعوة مفتوحة دققت في إسم صاحب الدعوة جال في خاطري مباشرة إن هذا الإسم مرتبط بأسماء شرق السودان الباسم وبالفعل ظهر لي أحد رجالات الشرق وفي مخيلتي أن رجال أهل الشرق يختلفون في أي شئ لهم طباعهم وبصمتهم ورجالتهم وسيوفهم وسديريهم المحبب وخُلالهم المُشبك..
رددتُ عليه بعد الترحيب بالسلام وقبول الدعوة أن هنالك ضيق في ترتيب الزمن عندي ولكن أهل الشرق أعز عندي من كل برامجي وافقت على الطلب وتواصلت معهم لتحديد المكان والزمان بعد يوم يممت وجهي صوب الموقع الذي أرسل لي وصلت شرفة بيت فسيح يظهر عليه مجاراة الضيوف والمجالس توقفت عند ذلك الباب لمحت في استقبالي أجمل سيدتين على الإطلاق في كامل الحشمة والوقار السوداني يتأخر منهم قليلاً في شكل صف مجموعة من الشباب في كامل زيهم السوداني الأصيل جلابية وسديري وسكين في نصهم بادلتهم التحايا وولجت معهم الي داخل الصالون هنالك وأظنهم وعلى طريقتهم الشرقاوية الباتعة نُحرت لي ناقة وتحمرت لي السُلات بالعسل وطيبات بطعم اخر لم اعرف طقوسه وتحلقن حولي حمامات وغزالات البيت لخدمتي وإجباري على أن أتذوق من أيديهم مباشرة دون تدخلي أنا فإندهشت بهذا الحب والاحتواء …
بعدها ولضيق الوقت طلبوني على المجلس الرجالي دلفت إلى هناك اُجرجِر خِمارِي وأنا في مخيلتي أن لرجال الشرق ومجتمع الشرق طقوس خاصة بالمرأة يجب أن تُحترم.. أفسحوا لي المجال على الكرسي رفعت رأسي خِلسه فوجدت جمع مهيب رجال يسدوا ضوء الشمس على إمتداد الصالون كل منهم قال كلمة شكر ومحبة وسلام لي لإهتمامي بقضايا الشرق تناقشنا سوياً في قضية الشرق ومالآته وضرورة ترابط مجتمع الشرق وأن لا تؤثر السياسة على أخلاقيات المجتمع الشرقي و تمنينا سوياً العافية للناظر ترك وتعاهدنا نحن كشباب على وقف التوترات من الخرطوم والعمل على مدى تفهم ووعي شباب اهل الشرق بالميديا لخطر الفرقة والشتات …
وأثناء الحوار وتبادل الأراء كانت المفاجأة لي وجود صديقي الشاطر ولماح بلبل كردفان الأستاذ
(الفاضل الجبوري) حضر بكامل هندامه المعروف وبكامل حكمته المعروفة بارعاً في التعبير والتفكير خارج الصندوق سعدت انا ان يكون هذا المجلس يضم اهل الشرق بأهل كردفان بالإضافة لوجودي لاني انا بت السودان عامة ذهلت من الكرم الحاتمي ومن بلاغة الحديث والشرح الماتع لقضية اهل شرق السودان تحدثت معهم بصورة ودية ان الشرق هو شريان السودان فرجاء لاتخنقوا وان الشرق هو بوابة العبور فلا تغلقوا وأثناء حديثي عرفت ان هنالك وعي كبير يسود بينهم وان اهل الشرق حريصون على الاستقرار والأمن أكثر من غيرهم تعاهدنا ان نكون قلم مبشر لا منفر وان نكون قلم يكتب الحق ولا يفتح النيران تعاهدنا إن نحتفل علي ساحل البحر الاحمر بالمحبة والسلام وأن نكسر رداهة المشاكل والشحن الزايد وبارك ذلك المجلس الناظر الفاضل الجبوري بكلمات الختام المنتقاه الذي اعتبره أنا هو واحد من عقلاء الشعب السوداني وايقونات الإصلاح المجتمعي…

أخيراً طاب لي المقام أن اكتب جزء قليل من ساعات وثواني ببيت شرقي عتيق واهله كرماء وبسطاء وأولاد بلد شكراً لأنكم طوقتموني بتكريم واحتفاء مبهر شكراً لأنكم عكستوا لنا الوجه المشرق للجاليات السودانية بالبلاد البعيدة وتمنيت أن يكون هذا الترابط والتماسك هو ديدن كل الجاليات السودانية بالخارج ….

شكراً لهذه الجلسة الاجتماعية الرحيبة في حب الوطن ….

واخيراً : من اي طينة أنتُم؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.