كمال كرار يكتب: يا لها من ثورة
متابعات/ الرائد نت
شهدت الخرطوم بالأمس القريب ملحمة بطولية عنوانها إلى القصر حتى النصر.. ويا لها من ثورة ويا لهم من ثائرات وثوار لا يعرفون الاستسلام، ولا تخيفهم القنابل والرصاصات الجبانة، يفعلون ما يقولون ويواجهون الأعداء منتصف النهار (العين تلاقي العين).
أقفل شارع أقفل كوبري يا برهان جايينك دوغري، واكتسحت الجموع الثائرة كباري بحري وأمدرمان والخرطوم رغم الترسانات العسكرية.
وفي قلب الخرطوم كانت الطغمة العسكرية، ومنذ ليلة ١٨ ديسمبر تنشر آلياتها وجنودها، في كل اتجاه يؤدي للقصر الجمهوري، وجهزت نفسها بكل سلاح مميت، في مواجهة ثوار قلوبهم شجاعة وسلاحهم العزم والإصرار..
بنات وشباب ونساء ورجال وكهول شقوا الطرق ببسالة وسط سحب دخان البومبان والقنابل الصوتية والفسفورية، والرصاص الحي.. تقدموا بالصدور العالية، فلم تستطع قوات الطغمة أن توقفهم بل فرت من أمامهم، فوصلوا القصر الجمهوري عنوة واقتدارا .. وانتصرت إرادتهم.
وقل لي أين كانت الطغمة الحاكمة؟ كانوا في قصورهم الحصينة وراء الشاشات البلورية، قلوبهم الواجفة وأياديهم المرتعشة تتصل بالهاتف، تسأل عن التطورات، وطائراتهم مجهزة للهروب خوفًا من الشعب..
ولو أراد الثوار بالأمس احتلال مكاتب الخونة داخله وداخل مجلس الوزراء لفعلوا، ولكن الثورة على بعد خطوة من محطتها الأخيرة، بإذاعة بيان الثورة وسقوط الخونة..
هذا الشعب يكتب سطور ثورة لم يشهد التاريخ لها مثيلًا، ستغير وجه العالم، وليس أفريقيا فحسب..
ومن دروس الثورة أن القوة العسكرية مهما كانت لا تهزم إرادة الشعب، ومنها أن الجنود والعسكر المتخندقين وراء السلاح والدرقات وفوق التاتشرات، لا يستطيعون الصمود ولو لدقيقة أمام السيل البشري الثائر..
وينتصر الثوار لأن لديهم قضية يستعدون للموت في سبيلها، وينهزم الخونة لأنهم جبناء، لا يواجهون الشعب، وحتى قواتهم تلوذ بالفرار وقيل في المثل (المحرش ما بكاتل).
انتصر الثوار بالأمس ووصلوا لهدفهم المنشود، وسالت الدماء.. وكل شهيد روحه بتنادي أبقوا عشرة على المبادئ..
ويا أيها الشعب البطل عفارم عليك.. ونفخر بالانتماء إليك.. والنصر قادم شاء من شاء وأبى من أبى..
والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات، والخونة للمشانق والحراسات…