الفاتح جبرا يكتب: يوم النصر

0

متابعات/ الرائد نت

نستشرف في هذا اليوم ١٩ ديسمبر ٢٠٢١م يوماً من أيام الله التي سوف يخلدها التأريخ في وطننا الحبيب وتحكيها الأجيال جيلاً بعد جيل ، إنه يوم ذكرى أعظم ثورات السودان وأعتاها (ثوره ١٩ ديسمبر المجيدة)، ثورة الإنعتاق الحقيقي من الذل والإنصياع لعهد الاستبداد (الكيزاني) الصلف وبناء السودان الحديث كما ينبغي على أيدي قاداته وساداته الآن وأبطاله الأشاوس ثوارنا الأحرار والذين أوصلوا هاماتنا حد السماء إعتزازاً وافتخاراً، إنهم شابات وشباب السودان الحديث جيل البطولات كما أحب أن أسميهم دائماً.
نعم يا سادة إنهم جيل البطولات الذي هدم المحالات العتيقة وإمتطى سيف الوثوق مطاعنا ومشى لباحات الخلود بعيون مفتوحة وصدور مكشوفة متزيناً بالجراح والدماء ومتخيراً وعر الدروب وسائراً فوق الرصاص منافحاً كما قال شاعرنا محمد المكي إبراهيم وكأنه قد صاغ تلك القصيدة العصماء لهذا الجيل الجديد الذي سطر تاريخاً جديداً لميلاد سودان جديد لبناته قيم رأسية ومبادئ عظيمة لها نكهتها الخاصة، إنه جيل أفرد سلاحاً جديداً للانتصارات ضد القمع والقتل الممنهج وهو السلمية التي وضعوا لها ضوابط وأسس و(بروتوكولات) وضعوها بأنفسهم وتواثقوا عليها ويعرفون كيف يترجمونها قوة وبأساً شديداً في مواكبهم الإحتجاجية ذات الطابع الإحتفالي الممزوج بأشعارهم وهتافاتهم التي تكاد تخلع قلوب اعداء ثورتهم العظيمة.
إن هذا اليوم التاريخي قد أعدوا له كل ما إستطاعوا من قوة ومن رباطة جأش وإصرار مطلق على الخلاص من عهد الطغمة المبادة التي أوردت البلاد موارد الهلاك، ورتبوا له بابتكارات مدهشة تضج قوة ومراس فقد أتوا إلى ساحات النضال في العاصمة هذه المرة راجلين من كل فج من بقاع الوطن العزيز يحملون أحلامهم في بناء حكومة مدنية خالصة ديمقراطية تسر الناظرين، رافعين لاءاتهم الثلاث لا تفاوض لا شراكة ولا شرعية، لهم أهداف محددة ومرسومة بدقة عازمون على تحقيقها ودونها الأرواح والمهج.
إنهم يا سادة قادة خلاص السودان من براثن النظام الشيطاني الفاسد المفسد لكل من حوله ، زعماء الحرب والقتل والقمع الشرس لكل من وقف أمام طموحاتهم الدنيئة التي رهنت كل السودان وسيادته وثرواته لدول خارجية مقابل مكاسب شخصية لهم ، إنهم عصابات مافيا الإنقلابيين ولصوص الجنجويد المرتزقة الذين أهانوا كل الشعب ولم يستثنوا أحداً يدعون الدفاع عن الوطن وهم لم يشهروا سلاحهم إلا ضد أبناؤه الثوار فقط وها هي الأرض والثروات تغتصب أمام أعينهم وهاهي الأعراض تنتهك وهم لا يأهبون لها فكل معاركهم الآن هي ضد ثورتنا الباسلة التي اقتلعت رأس نظامهم الإرهابي المخلوع كبيرهم الذي علمهم الاجرام وتواصل مسيرتها المجيدة الآن في تقطيع أوصال ذلك الكيان السام أعضاء لجنة القتل والإرهاب الأمنية.
ان العالم في هذا اليوم سوف يقف مراقباً لكل تجاوزاتهم وتحركاتهم ضد الثوار التي إتسمت بالفظاعة والشناعة والبشاعة والقسوة المفرطة والتي وثقتها كاميرات المراقبة لمنظمات حقوق الإنسان العالمية وبثتها كل الفضائيات في العالم ، وشاهدها العالم أجمع تلك الجرائم الشنيعة ضد الثوار ومواكبهم السلمية التي لم تطالب الا بالحرية والسلام والعدالة والتي ترد عليها الأجهزة الأمنية للنظام الإنقلابي الاجرامي المستبد بالرشاشات والدوشكات ومضادات الطائرات والأسلحة الثقيلة المصوبة نحو صدورهم العارية من الجهل والجبن العامرة بالإيمان بالله ورسوله وبعدالة قضيتهم تلك الصدور التي حوت بداخلها قلوباً كالمرجل أحرق لهيبها أعداءهم في الحصون المسيجة بالترسانات والمخضبة بدماء الأبرياء من شهدائنا الأخيار فقد تعود هؤلاء الأشرار القتلة الفجرة في كل موكب أن يزفوا من أبطالنا إلى السماء شهداء جدد حتى صارت ساحات النضال الثوري السلمي في هذه الثوره العنيدة معركة وجود وهي أن نكون أو لا نكون لذلك لابد من دك معاقل هؤلاء الأشرار أعداء الوطن وشعبه ورميهم في حضيض مزبلة التاريخ حتى نسلم الوطن وشعبه من شرهم وخبثهم وحقدهم الدفين.
إننا في هذه المرة نحذر بشدة هؤلاء القتلة الفجرة المأجورين من المساس بكنداكاتنا الطاهرات العفيفات شقائق ثوارنا الأبطال الذين جسدوا أروع معاني الجسارة والصمود في الدفاع عن وطنهم، نحذرهم أن يمسوهم باي أذى أو تعدي الا سوف يعلمون الذين يعتدوا منهم أي منقلب سوف ينقلبون .
المعركة اشتد أوارها وكل ما زاد قمعهم ولثورتهم العنيدة اشتدت ضراوتها ولن يستسلم هؤلاء الاشاوس لآلة قمعهم مهما فعلت بهم ، ولن يقف الموت حائلاً بينهم وبين بناء وطنهم وحريته وسلامه وتطبيق حكم العدالة والقانون فيه، ان النصر المبين غاية محققة لا محالة مهما اعترضتها عصابات المرتزقه بالقمع والقتل .
ويا ثوار السودان إتحدوا، لا نريد انشقاقات الآن بالتحديد لابد أن نؤجل كل معاركنا الداخلية وإنقساماتنا الآن ونقف خلف لجان المقاومة وكل قوى الثورة الحية من الوطنيين الشرفاء حتى نحقق اكتمال النصر المبين ضد اعداء الله والوطن.
اللهم استودعناك فلذات أكبادنا الثوار فاحفظهم انهم في كنفك وحرزك وأمانك يا الله ردهم إلينا سالمين غانمين وأنصرهم على اعداء الوطن الآثمين يا رب العالمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.