د. عيساوي يكتب : إعادة نظر
متابعات/ الرائد نت
بعد ترحيبنا بسلام جوبا ودعمنا له بلا حدود. لحاجتنا الماسة إليه. لأن رحلة عذابنا الممتدة منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا تتطلب ذلك. وحينها قد أشرنا للخلل البائن فيه بعد اطلاعنا على المسودة. وكثيرا ما طالبنا بإعادة النظر فيه حتى لا يكون مثل سابقيه (ويقع الفأس في الرأس). ليكون سلاما يحقق الهدف الذهبي المنتظر للشعب الصابر وهو على مدرجات العشم. لا سلام توزيع الكيكة الوزارية والغنيمة الدولارية. وقد صدقت توقعاتنا. ها هي دارفور منذ توقيع السلام بجوبا قبل عام (تحترق) بالكامل. وقادة السلام من فلذات كبدها بالخرطوم (يتسكعون). ولم يكلفوا أنفسهم بالوقوف ميدانيا على الواقع المر. في الوقت الذي أقلقوا فيه مضاجع العالم في سالف الأيام بمشكلة دارفور. ولكن أتضح أن (غالبية) القادة اتخذوا من قضية الإقليم معبرا للثراء ودعة العيش بالخرطوم أو المنافي. وها هو الشرق يضع نقطة سطر جديد في مساره رافضا محطة جوبا. ومسارا الشمال والوسط نتوقع بين عشية وضحاها أن يرفعا اللاءات بالحسنى رفضا للقسمة الضيزى. وربما يتعدى الأمر ذلك بكثير بإشهار الكرت الأحمر في وجه الحكومة. لأن سلام جوبا جعل منهم إقطاعية للآخرين (مافي حد أحسن من حد). عليه نناشد القائمين على الأمر بأن يعوا الدرس بأن سلام جوبا لا يساوي الحبر الذي كتب به. والدليل على ذلك نزف كردفان. وخراب دارفور. ورفض الشرق. وغبن الشمال والوسط (وماذا تبقى منه بعد ذلك؟؟؟). والبديل الأمثل سلام شامل يشارك فيه الجميع بدلا من العبث الحالي الذي أفضى لواقع أسوأ من الذي كان سابقا. حيث ظهرت نغمة انفصال بعض المسارات عن الدولة الأم. أدركوا الوطن قبل فوات الأوان. فإن التاريخ لا يرحم. وكتابة الاسم بأحرف من نور بمداد الذهب تتطلب التضحيات العظام. بالتجرد من الأنا والأنانية. ومثل ذلك لا يناله إلا ذو حظ عظيم.