د. عيساوي يكتب : ريحة الدم

0

متابعات/ الرائد نت

والجميع متابع باهتمام حلقة جديدة من مسلسل الفشل الوطني. ما بين قحت المركز وقحت المنصة. والكل مصوب مدفعه تجاه (التختة) الحمدوكية. وكالعادة ليس هناك بطل لأن الجميع فاشل. لعجزه التام عن إنهاء ذلك المسلسل الممتد منذ فجر الإستقلال ليومنا هذا. ونكاد نجزم باستمراريته لوجود جميع عوامل الاستمرار من غياب الرؤية الصادقة. والإرادة الوطنية الحقة. وتقديم المصلحة الضيقة على العامة… إلخ. نجد جبل مون بدارفور قد كساه الحزن بسبب قتال قبلي خلف العشرات من القتلى. وآلاف من النازحين. إضافة لذلك ما جاء في أخبار قناة الهلال الفضائية يوم أمس بأن الحوازمة وكنانة بمنطقة أبو جببهة الكردفانية قد تناحروا بسبب سرقة أبقار (تصور) مستخدمين الأسلحة الثقيلة (تطور نوعي مخيف). بلاشك هناك قتلى بالعشرات. وموجة نزوح كبيرة. سؤالنا المطروح: إلى متى يظل القتل هو عنوان المشهد؟. أين العقلاء من الإدارات الأهلية والطرق الصوفية ومثقفي الوطن؟. أين تجار الحرب وعملاء المنظمات من أبناء تلك المناطق الذين أججوا تلك الحروب بتلفيق التهم واتهام الغير في سالف الأيام؟. ألم يكتفوا بهذا العدد من القتلى والجرحى والنازحين؟. أم مازالت سبعية نفوسهم المريضة والمروضة شعارها الجهني (هل من مزيد) مرفوع؟. متى يصحو ضميرهم ويتركوا البسطاء يعيشوا بسلام؟. عليه نناشد الحكومة بأن تضع حدا لذلك التهور المشين قبل فوات الأوان. وكذلك مثقفي تلك المناطق بأن يهبوا لنجدة الحق وسط هؤلاء الغبش. بدلا من النواح وهم في الخرطوم. وكشف مستور العمالة حتى يعرف الشارع حقيقة الأمر. وتسليط الضوء على حجم المأساة الحقيقي بدلا من التجاهل الحاصل الآن. ولا يفوتنا أن نلفت نظر موقعي سلام جوبا. بأننا رحبنا به حينها وقلنا أنه (أعرج). ولم يخاطب جذور المشكلة من أصلها. وهو عبارة عن قشور تسقط في بداية خريف الاختبار. وهذا الذي راهنا عليه قد تحقق. فحتى اليوم لم يوقف الاقتتال القبلي بدارفور وجنوب كردفان. بل زاد المبلل طين بتلك المناطق. فإن كان كما نشاهد ونسمع. فليس بمقدوره أن يعم الوطن. وصدق المثل: (الزاد كان ما كفى أهلو بحرم على الجيران).
للتواصل مع د. عيساوي ٠١٢١٠٨٠٠٩٩

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.