زاهر بخيت الفكي يكتب : الاتفاق أو الانزلاق..!!

0

متابعات/ الرائد نت

بعض عُشاق الخراب، ومن ابتلاهم الله بداءِ الأنانية الفتاك، لم ولن يسُرهم أن يتحرك السودان خطوة واحدة للأمام، فإمّا أن تكون السُلطة في أيديهم أو الخراب، وهل تبقّى في سودان اليوم ما يستحق كُل هذا اللهث، أفيقوا يا هؤلاء فالسودان في قاع هوةٍ عميقة فإن لم تستطيعوا إخراجه منها فلا تهيلوا عليه المزيد من التُراب، ولا تُلقوا عليه قُمامتكم وكريه أنقاضِكم، ولا تنسوا بأنّ المواطن المكلوم هو صاحب الحق لا أنتُم، ويجب أن يعيش على أرضه مُعززاً مُكرما.
سُلطة مُتنازعة بين مجموعة (مغبونة) منزوعة منها السُلطة، ومجموعة مُشتتة مُتشظّية عاجزة عن احكام سيطرتها على السُلطة، وبين هؤلاء وأؤلئك ضاعت حقوق، وساءت أحوال، واضطربت أمور، وضياع البلاد وانزلاقها في مُستنقع الفوضى الآسِن أصبح قاب قوسين أو أدنى، فهل من راشِدٍ عاقِلٍ يدُل على الطريق الصحيح، أم أنّ المُكابرة تمنع القوم من الاقتناع بأنّ وجودهم على رأس السُلطة انتهى ولن يعودوا مهما فعلوا، وتمنع كذلك قحت الأولى والثانية وما ينبثق منهما من التمادي في السير في هذا الطريق الذي لن يُورثنا إلّا الدمار.
البلاد ليست مملوكة للجيش ليقتلِع السُلطة متى شاء، بل هو مؤسسة من مؤسساتِ الشعب مُهمتها (فقط) حماية الوطن وأهله من أي اعتداء، والاستعانة به عند السلم في البناء، وليست مملوكة كذلك لقحت، ولا للجنة تمكينها مثار الجدل اليوم، كما لم تكُن من قبلِ مملوكة لمن نهبوا ثرواتها، ودمّروا بنياتها، وظنّوا أنّها قد دانت بكاملها لهم، واعلموا بأنّ سفينة حُكم هذه البلاد لن تُبحِر ثانية بدون توافق بين شعبها والقيادة، ونُبشِر كُل طامع في الهيمنة عليها بأنّ المسيرات والحُشود لن تدفع إلى سُدة الحُكم من لا سند له ولا قُبول.
كفاكم حُلم بالعودة يا قوم يا من جئتمونا وبشرتُمونا من قبل بالرفاه ورفع المُعاناة عن كواهِلنا، وخرجتُم منّا بعد ثورة عارمة (غالية) أنهت عقود من الحُكم لم يتحقق فيها الرفاه، ولم تُرفع فيها المُعاناة، ولقحت وشريكها العسكري نقول بأنّ الأوضاع المأساوية المُتأزمة لا تحتِمل التأجيل ولا التسويف، وإلّا فليذهب البرهان وحميدتي وحمدوك وحكومته وحاضنته السياسية وليبقى السودان، وحواء أنجبت غيركم.
ما ذنب المواطِن صاحب (الثورة) ودافع مهرها الغالي، أما يكفيه ما هو فيه وقد أوقفتُم قطار ثورته في محطاتٍ قاحلة مملوءة بقُطاعِ الطُرق واللصُوص، وانفقتُم ما تبقى من وقودٍ في صراعات عبثية لا ناقة له فيها ولا جمل، أوقفوا مسيرات الوهم التي لن تُفيدكم ولن تُفيد الوطن وأهله في شئ، وليعلم الجميع بأنّ الحُشود مهما كثُرت لن تُطيل اعماركم في السُلطة، ولن تُعيد هؤلاء إليها، ولو كان الأمر كذلك لما ترجّل البشير مقهوراً من مقعدها.
تباً لكُل من يُحاول بناء ذاته على حساب الشعب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.