متابعات الرائد نت
إن إصلاح المؤسسات العسكرية والأمنية والشرطية مطلب مهم وأساسي من مطالب ثورة ديسمبر وينبغي أن تضطلع به المؤسسة العسكرية لما تمتلكه من خبرات وكفاءات، وسنبكي على قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية الدم إذا ـ لا قدر الله ـ اضطلع بهذه المهمة محدودي الخبرات ومعدومي الذكاء من الكوادر الحزبية العميلة الذين حولوا أهم مطالب الثورة بتفكيك نظام الإنقاذ لعروض مسرحية رديئة التمثيل سيئة الإخراج، لا تستند لأي معايير موضوعية.
عقلية النشطاء التي توقف تطورها في 30 يونيو 89 لا ترى في الإصلاح إلا إعادة النظم والأطر القديمة، فلا يرون في إصلاح التعليم إلا النظام القديم (6-3-3) أما إصلاح المناهج وتطويرها وترقية البيئة التعليمية وتأهيل المعلم وربط الأجيال بعصر التكنولوجيا وإعادة القوة للمدارس الحكومية فهذا لا يعرفونه ولا يستطيعونه.
ولا يرون في إصلاح الأجهزة العدلية والقضائية والنيابية إلا تعيين كوادرهم لتفبرك لهم القضايا ولتحمي فسادهم وسوء إدارتهم، ولا يرون في إصلاح الخدمة المدنية إلا تمكين أنفسهم وفصل من يخالفهم وتشريد من لا يتوافق معهم!!
فهؤلاء لو تمكنوا من الأجهزة الأمنية والعسكرية فعلى بلادنا السلام. فالواجب على كل القوى السياسية والاجتماعية أن يتصدوا لهذه الفئة الغريبة عن الشعب المنبوذة منه، وأن يوقفوا هذا العبث الذي أفسد الحياة السياسية وكاد يعصف بالتماسك المجتمعي ويهدد وحدة البلاد.
