بشارة جمعة أرور يكتب : النصف المليء من الكوب
متابعات/ الرائد نت
نتمنى مرة واحدة نسمع منك…
بالطبع المدلول والمقصود من النظر إلى النصف المليء من الكوب هو التعامل مع الأمور بالإيجابية والتركيز على الجوانب المشرقة وتعويض النصف الآخر بالتفاؤل والأمل…والعنوان أعلاه مأخوذ من تعليق صديق عزيز وغالي (صلاح الدين مصطفى العوض من أبناء كركوج ولاية – سنار ) أحد الأعضاء في قروب التيار الحر،إليكم نص التعليق بحذافيره وبكل تجرد وحيادية دون المساس بجوانبه ونواحيه الواردة في النص.
إليكم نص التعليق : ياالسيد الوزير نتمني مرة واحدة نسمع منك مفردة واحدة موجبة واحدة في حق التغيير وحكومته…
لما كنا نستمع لخطبك الرنانة ايام الحوار الذي كانت من نتائجه استوزاركم كن نعتبرك من الوطنيين الذين سيكون لهم شآن عظيم في السودان ومستقلبه لكن ياسعادتك الان نتمنى ان تنظر للنصف الملئ من الكوب…
انت بالامس وزير في حكومة افقرت البلاد والعباد.. اليوم انت في المعارضة اتمنى ان يكون النقد بناءاً
مع احترامي وتقديري لكم) إنتهى التعليق.
وكان الرد :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وصباح الخير والسعادة علينا وعليكم.
لك كل الشكر والتقدير والاحترام ومن حقك علينا أن نحترم الآراء والمقترحات فيما أشرت.
بداخل كل المقالات أو المقولات المختصرة هنالك المزيد من الإيجابيات والدعوات والتحفيز نحو الأفضل ونحن دعاة التجاوز والنظر إلى المستقبل والأفضل لذلك تجدنا نقدم النقد والحلول معاً ولو رجعت إلى كتابتي ستجدها معممة وليست موجهة لجهة بعينها ولو كانت بها إشارات ضمنية ولكن السهام تنتاش الكل وذلك بغرض لفت الانتباه للكل…
وختاماً الأوطان لا تبنى بالتشاكس و التغابن و التخاصم بل تبنى بالتضحيات و التضامن والتعاون ويجب أن يكون الكل شركاء في الهم الوطني و المصير المشترك بجاذبية حبه والتفاعل الإيجابي للولاءات والانتماءات وألا يزايد شخص على آخر أو جهة على أخرى في الوطنية… وإلخ
الاحترام والتقدير بيننا مقدم والاختلاف ضرورة عندما لا يفسد للود قضية والحب في الله والوطن من أعظم درجات الكمال البشري والإنساني…
شكرا جزيلا لك على الكلام الجميل والحرص على أن نمضي بنفس النمطية والموضوعية من أجل مصلحة البلاد والعباد.
ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لخدمة هذا الوطن الغالي المكلوم.
(حرية-سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب)إنتهى الرد على التعليق.
ما أجمل النقاش و الحوار عندما يلتزم الكل بآدابه…ليست خليقة محمودة أن يتحدث المرء عن نفسه مفاخراً أو ممتدحاً، فذلك مما يجافي التواضع وحسن الخلق وذاك هو أنبل الخصال. غير أن النسبية التي تفرضها الظروف على نظام الأشياء، تجعل لكل قاعدة إستثناءً في غالب الأحيان. فها هو الرسول الأكرم إمام العادلين قدوتنا إلى يوم الدين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهو إمام التواضع الذي لم يكن يميز بين الناس قط والقائل تأكيداً لهذه الفضيلة “أنا بن أمرأة من قريش كانت تأكل القديد” وفي هذا تعظيم للأم والمرأة بصفة مطلقة وياله من قمة في التواضع لذلك أجد نفسي أمضي على منهجه، وقوال بكل تواضع أنا سوداني من إمرأة سودانية وأب سوداني وأحب هذا الوطن الغالي لأنه أرض أجدادي ويشاركنا فيه كل سوداني غيور محب لهذه البلاد…
أرجو أن يعذرني القارئ الكريم إن كان هناك شيئاً لم يسره في كتاباتي فلست من الذين يرفضون النقد أو النقاش وإبداء الرأي، بل أنا مستعد لتقبل كل شيء مما ذكرته آنِفاً لأني أحبذ الحوار وذلك هو منهج الأقوياء وطريق العقلاء ومبدأ الحكماء، ولست من أُولـئك الذين يفرحون بالمدح والإطراء… والشكر أجزله لكل من يقدم لنا النقد و التصويب فذاك هو الأسلوب الراقي للتعليم والتعلم من بعضنا البعض.
فلتبقى المبادئ الوطنية ثابتة والقيم النبيلة راسخة والوسائل متجددة حسب تجدد ضرورات العصر و مسير تطور البشرية…
السودان وطن يسع الجميع و إن شاء الله سيبنى هذا الوطن بوحدتنا و تعاوننا لأن الكل شركاء في الهم الوطني، و بناءه يتطلب منا جميعاً الائتلاف والتضامن من أجله وأن نكون صادقين ومخلصين في ذلك.
و ختاماً أقول : رحم الله من أهدى إلينا عيوبنا وصوب أخطاءنا.
و نسأل الله أن يجعلنا من أصحاب القلوب السليمة وذوي الإدراك والوعي ، ونعوذ بالله أن نكون من المغرورين والمتكبرين.