تهراقا حمد النيل يكتب : الشعب وجيشه وأصحاب الأجندة
متابعات/ الرائد نت
-١-
إن العسكرية متجذرة في الشعب السوداني ، فالعسكرية السودانية شجرة طيبة جذورها ضاربة في الأرض وفروعها في السماء عانقت الثريا وصارت تنهل منه حتى الدول الشقيقة .
-٢-
الشعب السوداني محب للعسكرية منذ عرفها ، منذ جيش المهدي ، ثم الأورطة السودانية ، والشعب يعلم أنه يكاد لا يخلو منزل أو أسرة أو عائلة من العسكرية سواء بالخدمة أو بالمعاش ، وظل يقف هذا الشعب الأبي جنباً إلى جنب مع جيشه وقوف الجذور مع شجرته .
-٣-
عندما كان هذا الشعب متماسكاً مع جيشه كان قوياً لا يُقهر ولا يستطيع أحد أن “يدوس له على طرف” ، وكانت جميع أجزاء الوطن متماسكة ما عدا مناطق التمرد والتي كانت لها مطالب مشروعة لكنها تمردت بقوة السلاح على الدولة ، لكن هذا لم يعجب القوى العظمى التي تعرف جيداً ما يذخر به السودان من نعم وخيرات حباه الله بها ، فما كان منهم إلا أن خططوا لتفتيت السودان كما تُفتت الحصوة بالليزر ، وأولى بنود خطتهم هي ضرب الثقة بين الشجرة وجذورها ، وغايتهم أن تكون شجرة بلا جذور وحينها سيكون وجود تلك الشجرة بلا جذورها وجوداً شكلياً تمهيداً لإجتثاث تلك الشجرة ، لكن بذكاء شديد اختارت فؤوس ومناشير سودانية بصناعة أجنبية لتقوم بدور المغفل النافع وتجتث هذه الشجرة التي لطالما وقفت عقبة أم أطماع وأحلام القوى العظمى ، ثم ماذا ؟ ، ليس صعباً أن نخمن البند الثاني لتلك الخطة لتفتيت السودان ، وهي اصطناع الصراعات عبر سياسة شد الأطراف ثم بترها .
-٤-
أفلا يتدبر هذا الشعب ؟ ، أفلا ينتبه لما يُحاك ضد بلاده ؟ ، كيف يكسر شخص قاطن في منزله سور ذلك المنزل الذي يحميه من تعدي غيره عليه ؟ ، هل يكسر ويحطم ذلك السور أم يقوم بتعليته وتزويده بالأسلاك الشائكة ويختار باباً حصيناً لذلك السور ؟ ، كيف كان سوف يتصرف أحدنا إذا وجد أحداً يحاول تحطيم ذلك السور الذي دفع فيه من قوته ليبنيه ويرفعه ويؤهله ؟ ، هل كان سيصفق له أم كان سيتصدى له ؟
-٥-
ترى هل يعي الشعب السوداني الدرس ؟
ترى هل سيسمح للأعداء بفصل الشجرة عن جذورها تمهيداً لإجتثاثها ؟
ترى هل سيسمح للأعداء أن يحطموا سوره وحصنه الحصين الذي يحميه من تعدي الغير ؟
ليت قومي يعلمون
-٦-
يا أهل السودان كما أن هذا السور مسؤول عن حمايتكم فأنتم مسؤولون أيضاً عن حمياته ، فإن هذا السور من أجلكم وقد صُنع من دماءكم وأموالكم ، فالتفوا حول جيشكم فهو “جمل شيلكم” ، اسكتوا تلك الألسنة الآثمة التي تكيل له الشتائم ، فجيشكم باقٍ وما دونه من أنظمة سياسية حاكمة وأحزاب زائل.