بشارة جمعة أرور يكتب : سقوط وشيك
متابعات/ الرائد نت
السعي المفرط وراء المكاسب يجلب الخسارات الكبيرة
كنا ومازلنا واثقون بأن القوم حتما سيفشلون ثم سيفشلون ولو تم تمديد الفترة الإنتقالية إلى ما يريدون…
إن أولئك الذين إشتروا الضلالة بالهدى وبدلوا التعاون بالتغابن والتسامح بالكراهية والنجاح بالفشل فما ربحت أهواءهم ولا تحققت أوهامهم وضل سعيهم فيما كانوا يزعمون، كانوا يزعمون الناضل من أجل الحرية و التغيير ويسعون لتحقيق السلام والعدالة والمساواة بين الناس ومع ذلك كانوا يرفضون الحوار والمصالحة الوطنية الشاملة والتوافق الوطني و مازالوا على دأبهم إلى يوم الناس هذا، و هذا هو اللامعقول بعينه حينما يصبح الهراء والشتم والصراخ لغة الخطباء الفاشلون بامتياز حيث يسبقهم الفشل في حِلهم وترحالهم وهم على سدة الحكم والسلطة الكاملة بين أيديهم وتراهم فشلوا في كل شيء بل ظلوا يفشلون كل يوم في تنزيل الشعارات وتطبيق المشاريع و تلك الأحلام الوردية التي نثروها على رؤوس اليافعين، ومن عجائب وغرائب السياسة عندهم أنهم ظلوا يضعون المصفوفات والجداول الزمنية ويصرحون بالوعود ومع ذلك يفشلون ثم يعترفون بالفشل ويقولون فشلنا، فشلنا ثم يكررون نفس الحديث وكأنهم يتغنون بأغنية تحلو لهم ترديدها كالضفادع في البركة ويا للهول إنهم يحبون ذلك الاستعراض.
والعجب الفشل الأكبر أم الفشل على وزن (الصبة أم الصبة…) هو عدم قدرتهم لتكوين المجلس التشريعي الإنتقالي وهو حصري وغير منتخب، اللهم فقط تم تغيير اللافتة وكتبوا عليها (المجلس التشريعي الإنتقالي) وهنالك العديد من المؤسسات والآليات المهمة لم ولن يستطيعوا أن يقوموا بتكوينها مهما حاولوا جاهدين فمعالجة الأمور بتلك الآلية الفطيرة سيقودهم إلى المزيد من الفشل وهكذا دواليك سيفشلون… ومن الصعب أن يتحقق أيقونة الأيقونات شعار:(حرية-سلام وعدالة) في ظل هذه الفترة، وبالمرة تمت الناقصة العملية الإنقلابية الفاشلة التي كانت سبباً لكشف العورات ونشرت الفضائح ومازال دق الصفائح مستمر لكشف المزيد من المدسوس وكل مُخبًى ومستور من أسرار الخلافات وعدم الانسجام فيما بينهم…
و عليه من حق الناس أن يسألوا أي مستوى من الفشل نحن فيه وإلى أين نتجه، دولة عبسية فاشلة، متهالكة أم آيلة إلى السقوط؟؟!! ولماذا نتفرج على هذه المتاجرة السياسية الرخيصة والتعاطي معها باللامبالا…
بناء الوطن أو الدولة المتحضرة لا يتم على فرضية الخداع والفهلوة السياسية وتغبيش وعي الناس بالوعود و التمنيات، وإنما تبنى الدول بالتسوية السياسية و بتدارك وتلافى الصراعات والنزاعات وكذلك من الضرورة أن يتم تجاوز وتناسى المرارت حتى يتم التسامح والتصافي ثم التعاون من أجل مصلحة البلاد والعباد حيث تعمل مؤسسات الدولة على أكتساب الشرعية من الشعب بتأمين الحد الأدنى من التوافق والإجماع الوطني بين القوى السياسية ونيل الدعم الشعبي.
ولكننـا نواجه اليوم تحديات الاستقرار و بناء الدولة في ظل التصعيد وتعقيد الأوضاع والتغيرات السريعة التي قد تقودنا إلى خانة الدول الفاشلة والآيلة إلى السقوط… ولذلك نقول لكل الساسة والقيادات في السودان، لا يمكن أن يتم بناء الدولة في ظل المشاكسة المحتدِمة بين مكونات المنظومة الحاكمة وقيادتها المعطوبة التي أَصابها العَياءُ فصارت غير متماسكة، حتى صار السقوط وشيكاً والسبب هو السعي المفرط وراء تحقيق المكاسب السياسية الرخيصة والشخصية الضيقة و هذا النوع من السعي دائما يجلب الخسارات الكبيرة…
فالحل الجذري يكمن في عدم التنطع والمبالغة في الخصومة طالما الوطن الغالي يسع الجميع، ويقيننا أن التوافق والوفاق هو الأنسب للسودان،فدعونا نتفق فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما إختلفنا فيه طالما الإختلاف في مسائل فرعية،ونجتهد في تحقيق الإجماع الوطني ونأخذ بما هو صواب، ونترك ما يخالف المصلحة العامة ويضر بوحدة الوطن وجمع الصف.
إن القيادة مهمتها الأساسية أن تمنح مواطنيها الطُمَأْنينة و إبعاد مسببات القَلَق والاضْطِراب بالمزيد من الأمل وبث روح التفاؤل لتحقيق الإستقرار، كل ذلك يتم دون أن تشعرهم بالاختلافات والتباينات، بينما هي تغربل المشاكل داخل القوى السياسية ومؤسسة الدولة لتخرج من المأزق بدون اي خسارة.
ويجب ألا تسعى إلى خلق التوترات و الصراعات السياسية و الأيديولوجية بالتصريحات المضرة والخطابات التي تساهم في تقسم الشارع فتخلق بذلك الازمات وتنمي الكراهية بين مكونات المجتمع…
يا أَيها القيادة السياسية وكل الذين يؤمنون بالواجبات وحقوق هذا الوطن الغالي المكلوم و الشعب العزيز المظلوم اتَّقُوا اللَّه وكُونوا صادقين ومخلصين مع هذا الشعب السوداني الكريم الصابر على الظروف الصعبة وهو يتحمل ضغوط الحياة في هذه المرحلة الحرجة.
وكما قلنا في البداية كنا واثقون من فشل القوم في إدارة الفترة الإنتقالية، أيضاً نقول كلنا ثقة بأن الشعب السوداني سيتحمل و سيمضي قدماً نحو تحقيق غاياته بالشعار الذي يعتبر مشروعاً متكاملاً(حرية-سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب).