أنا الموقع أعلاه/ إبراهيم العرضي يكتب: حكومة قحت في صالة المغادرة

0


الخرطوم الرائد أنت
ما أكثر المواعظ وما أقل المتعظين مقولة رددها الحكماء عبر التاريخ كثيرا ومع ذلك قلة هم من يتعظون خاصة في هذا البلد المنكوب بنخبته السياسية التي لا تهتم إلا لمصلحتها الخاصة وتغرق البلد بأهله في متاهات الضياع.
وما من حكومة في هذا البلد وإلا كان مصيرها السقوط فقد سقطت الحكومة الوطنية الأولى حكومة الثورة المهدية التي جاءت محمولة على أسنة الرماح وأسياف المجاهدين ودماء الشهداء ومع ذلك سقطت على يد الغازي البريطاني كتشنر وسقطت حكومة الاستقلال التي جات محمولة على أكتاف الجماهير عقب ثورات وتظاهرات ومؤتمرات لكنها مع ذلك سقطت على يد الفريق إبراهيم عبود ثم سقطت حكومة عبود على أيدي ثوار أكتوبر وسقطت حكومة ثورة أكتوبر بانقلاب مايو على يد النميري وسقطت حكومة النميري على يد ثوار أبريل وسقطت حكومة ثورة أبريل بانقلاب الإنقاذ على يد البشير وسقطت حكومة الإنقاذ على يد ثوار ديسمبر ومن يظن أن هذه الحلقة الشريرة ستنقطع على يد حكومة قحة الحاكمة الآن فهو أكثر الناس وهما وسذاجة فإن كل الحكومات السابقة والتي كان مصيرها السقوط كانت أفضل الآلاف المرات من هذه الحكومة التي لا وجود لها إلا في أخبار جدارها الإلكتروني مدفوع الأجر وان كل الدلائل تقول إن هذه الحكومة قد سقطت عمليا ولم يبق لها غير المغادرة والرحيل وأنها الآن بالفعل قد دخلت إلى صالة المغادرة ولكن رحيلها لن يكون كرحيل سابقيها من الحكومات لأن هذه الحكومة بتصرفاتها الإجرامية ضد كل ما فيه مصلحة الشعب قد أوغرت الصدور وغيرت النفوس فقد أطلقت هذه الحكومة أيدي العصابات التي روعت أمن الناس في قلب الخرطوم قتلا ونهبا وقطعا للطريق وفتحت الأبواب واسعة للمخابرات الأجنبية لتعيس في الأرض فسادا ونشروا الفتنة بين الناس حتى قتل الأخ أخاه وأطلقوا العنان لغول السوق فابتلع ما في أيدي الناس وتركهم للفقر والجوع والمسغبة ونهشت الأمراض أجساد الناس فلا دواء يرتجى ولا مشفى يداوي ودمروا التعليم فترك الكثير من الطلاب مقاعد الدرس في المراحل التعليمية المختلفة ومن مكنته ظروفه من المواصلة لم يجد تعليما له قيمه
لكل تلك الأسباب فإن النهاية المتوقعة للحكومة الحالية ومناصريها على قلتهم ستكون نهاية دامية يداسون فيها تحت أقدام الشعب السوداني الحر كما تداس الحشرات الضارة ولهم أشد ضررا من جميع الحشرات وبذلك يتحقق فيهم ما أرادوه لغيرهم يوم ان رفعوا شعار الفتنة والتفريق بين الناس (اي كوز ندوسوا دوس) لياتيهم الدوس الذي ارادوه لغيرهم وارادوا كيدا فجعلناهم الاخسرين
ولكن سقوط حكومة قحت ومغادرتها كذلك لن يكون الأخير فإن أي حكومة تعقب هذه الحكومة وتسلك ذات دروب سابقيها سيكون مصيرها السقوط الا ان يتدارك العقلاء والوطنيون الأمر ويتيقنوا من أن وهم الديمقراطية الغربية الذي ضيع إعمار هذه الامه هو سراب لن ندركه في يوم من الايام وان الحل يكمن في ابتداع نظام للحكم من ابتكارنا يناسب ثقافتنا وبيئتنا ويحقق للشعب طموحاته المشروعه في الحريه والسلام والعدالة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.