د. ناهد قرناص تكتب.. عطاء من لا يملك!

0

متابعات /شبكة الرائد الإخبارية

في منتصف القرن الماضي عندما قررت الحكومة السودانية منح اراضي حلفا القديمة للشقيقة مصر لاغراقها واقامة بحيرة النوبة عليها بعد انشاء السد العالي ..الحكومة لم تستشر أحدا ..اللعب كان بين الكبار ..(ون تو ) ..ولم تفلح احتجاجات أهل حلفا ..ولا التظاهرات التي اقاموها لايقاف الاتفاق او حتى تأجيله ..عندما حان موعد التهجير ..تم حشد الناس في القطار وترحيلهم..الى خشم القربة رغم التساؤلات التي دارت حينها ..حول موقع التهجير ومن كانت له الرؤية في ابعاد اهل حلفا الى البطانة المأهولة بالسكان ..على الرغم من وفرة الأرض في الشمالية ؟؟ والسؤال الأقوى هو ألم يجدوا حول بحيرة النوبة مكانا يصلح لتوطين المهجرين واقامة حلفا جديدة هناك ؟؟؟ حكينا القصة دي ليه ؟؟ لأن الهمسات تدور حول تبرع جديد باراضي جديدة من الشمال ..لدولة اجنبية !! ..سؤال يطرح نفسه بالضرورة قبل الاستطراد (هو مافيش غير الاراضي نجامل بيها الاحباب ولا شنو ؟؟ ) ..لماذا كلما تحسنت علاقاتنا بدولة ما ..كانت اراضي الشمال هي اول ما تقدمه الحكومة (حلاوة ) الضيافة ؟ ..اذا كانت بهذه الوفرة لماذا قاموا بتهجير الاجداد والاباء كل تلك المسافة ؟؟ أنا شخصياً لا أحب الركون الى نظرية المؤامرة ..ولا أميل الى الرجوع اليها في كل معضلة ..لكن الذي يحدث في اراضي الشمالية يجعلنا نتوقف كثيرا ونتساءل بكل قوة ..من يملك حق التصرف في اراضي الشمال ؟؟ الحكومة السابقة وزعت منها آلاف الافدنة تحت بند الاستثمار ..كل فترة كنا نسمع بان الدولة الفلانية قد تم منحها كذا الف فدان في الشمال…الاستثمار في حد ذاته محمود ..وفكرة جيدة ان تجذب رؤوس الاموال للاستثمار في بلدك ..لكن الشيطان يكمن في التفاصيل ..فلو تمعنا عقود الايجار ..سنجد ان اقل واحد فيها يستمر لمدة 99 عاما !! اليس هذا غريبا ؟ من صاغ تلك العقود ؟ ولمصلحة من تمنح الدولة مستثمرا اجنبيا ارضا لكل هذه المدة ؟؟ هل تجربة الاستثمار الاجنبي ناجحة ؟ هل تم تقييمها ؟ هل تتم متابعة تلك الجهات التي منحت الاراضي للاستثمار ؟ هل انشطتها توافق ما تم الاتفاق عليه ؟ هل تقوم بمسؤوليتها المجتمعية تجاه المنطقة ؟ هل تساهم في تعمير البلاد؟ هل تستعين بالعمالة المحلية ؟ هل ترفد البلاد بالعملة الصعبة ؟ هل يتم استغلال جميع المساحات ؟ اسئلة كثيرة كنا ننتظر الاجابة عليها لكن يبدو اننا سننتظر طويلا قبل ان نسمع ردا يشفي الغليل.

أتمنى من كل قلبي ان يكون الذي سمعته مجرد شائعات ..ذلك ان أراضي الشمال ما فتئت الحكومات المتعاقبة تنقصها من أطرافها ..وتوزعها على الاحبة والخلان ..وهي في ذلك كريمة كرم من لا يخشى الفقر ..فان كانت اراضي الشمال على هذه الوفرة ..فالأقربون اولى بالمعروف .. وزوعوها لينا وامنحونا تلك التساهيل التي يتم منحها للاجانب ومن ثم اسألونا بعد ذلك عن النتائج ..اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.