د. ناهد قرناص تكتب.. العرس هين ..الكلام السماية
متابعات /شبكة الرائد الإخبارية
أذكر انني في الشهور الاولى لزواجي ..كنت قد قمت بزيارة لصديقة قديمة بصدد تعزيتها في والدها …لتلك الصديقة أخت بها كما يقولون (لطف) بعقلها ..يجعل الناس لا يحفلون بما تقول ..او يكتفون بالضحك عليه …عندما دخلت و(شلت الفاتحة) وجلست ..أتت تلك الاخت (اللطيفة) ..نظرت الي متمعنة ..وقالت (ناهد؟؟ انتي عرستي؟؟)…هززت رأسي بنعم.. قالت وهي تلوي فمها يمينا ويسارا (العرس هين.. الكلام السماية)…علت ضحكات النساء رغم الحزن المخيم …وظللت انا أردد تلك العبارة كنوع من المزاح اللطيف ..ذلك انه متى كانت السماية مشكلة؟؟ ..عادة لا نحمل لها هماً.. خروف وتذبحه ..اما جمعت الأهل ..او فرقته للأقارب والجيران ..ومن ثم ترسل لك الدعوات بحفظ المولود و(ان شا الله يتربى في عزكم)…كان هذا الاعتقاد باق في بالي ..حتى شاهدت مقاطع فيديو لـ(سمايات) مقامة في صالات.. يدخل الأم والأب وهما يدفعان عربة صغيرة بها الطفل المولود …زفة ترافقهم ..ثم فنان ..وعشاء فاخر ومدعوين ..وووتياب ودهب ووو..و ووو دقي يا مزيكة …بمجرد رؤيتي لهذه المقاطع …تذكرت صورة مارك بتاع الفيس بوك (اسم ابوه دا يا جماعة ما بعرف اكتبه معليش)…مارك الذي يعد من الاثرياء الشباب في العالم ..عندما انجب ابنته (ماكس) خرج على العالم معلناً تبرعه بملايين الدولارات لاعمال الخير .. طبعاً ما يلزم التنويه عنه ..هو ان مارك ..هذا يهودي أصلي ..ماركة ..يعني يهودي ابن يهودية …يعني من أولئك الذين ندعو الله في كل جمعة ان يزلزل الدنيا تحت أقدامهم ….فتأمل ..ما نفعله نحن ..وما يفعله أولئك …المهم ..موضوع الاسراف في تفاصيل الزواج …اصبح واقعاً ..لدرجة ان هناك من يبيع ممتلكات لكي يكمل مراسيم الزفاف …الذي دخلت عليه أشياء غريبة جداً .. هل تصدق ان هناك من يدعى (مصمم الزفاف) ..زول طول بعرض ..تمشي ليهو في المكتب ..تدفع مبلغ أقله مائة الف جنيه (بالجديد) ..هذا الرجل مهمته ان يصمم لك الدخول الى الصالة …تمشي تلاتة خطوات ..اقيف ..أعطي وجهك للكاميرا ..ابتسم في اتجاه النجم القطبي …تحرك ببطء ..أربع خطوات ..توقف لقطع التورتة.. هذا غيض من فيض .. والجماعة يدفعوا عن يد وهم صاغرين …اها دا كلو عرفناهو …لكن الموضوع يستفحل ويصل (السماية) ..دي كتيرة والله …لا يأتي احد ويقول لي نعمل شنو ؟؟ ..التغيير يبدأ من انفسنا …تيار (الفشخرة والبوبار ) اذا أردنا محاربته ..لا يحتاج الا لقرار صارم مني ومنك ….عزيزتي الأم ..عزيزي الأب ..لو أنعم الله عليك بطفل ..وكنت من اصحاب الثراء …وقالت لك نفسك فلتفعل كما فعل هؤلاء …دعني أدلك على خير من ذلك …أخرج دفتر الشيكات ..وأكتب ما كنت تريد دفعه للصالة ..تبرعا لاطفال السرطان …لعمليات غسيل الكلى ..لبناء فصل في مدارس يجلس التلاميذ فيها على الأرض …لن تعدم مكاناً تتبرع له ..ولن تتوقف الالسن من الدعاء لك ولطفلك …وان شا الله ترزقان بره …وتعيشوا في تبات ونبات وتجيبوا صبيان وبنات …ونغني جميعاً (لو أعيش زول ليهو قيمة ..أسعد الناس بوجودي ).