الفاتح جبرا يكتب.. خطبة الجمعة

0

متابعات /شبكة الرائد الإخبارية

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز:{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عَبدُه ورسولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيه وعلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.وبعــد أيها الناس : فقـد ميز الله (عز وجل) الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل الذي هو مناط التكليف ، وأساس الفكر والتأمل والتدبر ، ولأن للعقل مكانة سامية في الإسلام فقد أمر الشرع الحنيف بحفظه فحرم كل ما يضر به أو يغيبه عن الوعي والإدراك ، حيث يقول سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}لقد طالعت أيها الأحبة بالامس تحقيقا في إحدى الصحف يقول بأن هنالك نوعاًّ جديداًّ من المخدرات يتم تداوله هذه الأيام بين الشباب وهو نوع حديث التصنيع يتم الإدمان عليه من جرعة واحدة فقط وهو ينتشر بينهم إنتشار النار في الهشيم فأصابني ذلك بالخوف والذعر وكيف لا يصيبني ذلك وشبابنا أغلى ما عندنا وعليه الأمل المرتجى؟ .

إن الإسلام أيها الأحبة حينما حرم الخمر وكل ما يذهب العقل إنما حرم ذلك صيانة للفرد وحفاظا على المجتمع ، لأن الأضرار والمهالك التي تعود على المدمن وتؤثر سلبا على سلامة المجتمع كثيرة ولا شك أن الواقع يؤكد أن تعاطي المخدرات وإدمانها يؤدي إلى انهيار الأسرة وضياعها ، وانحراف أفرادها ، وغياب القيم والمشاعر الإنسانية عند المتعاطي للمخدرات ، مما يؤدي إلى انتشار الكثير من الظواهر السلبية في المجتمع كظاهرة التحرش ، وتعدد حالات الطلاق ، والتفكك الأسري ومن ثم تنتشر الجريمة بصورها المختلفة من سرقة ، وقتل ، واغتصاب ، لأن المدمن لا يبالي أثر فعله ، ولا عواقب جريمته فكل ما يهمـه أن يتحصل على المخدرات بأي طريق وأي وسيلة.أيها الأحبة :كلكم يعلم بإن الإدمان والمخدرات سبب قوي من أسباب الانحدار التربوي ، والتعليمي ، والأخلاقي ، والاجتماعي ، والاقتصادي ، فضلا عن أنها سبب في الكثير من الأمراض الصحية والنفسية ، كالقلق ، والاكتئاب ، والتوتر العصبي ، والنفسي ، واضطراب الذاكرة ، والانطواء والعزلة ، والشعور بالإحباط ، وغيرها من الأمراض النفسية والعقلية ، مما يحتم علينا ضرورة المواجهة والتصدي لهذا الخطر الفتّاك .

إن استهداف الشباب أيها الأحبة عن طريق الإدمان والمخدرات لهو استهداف للبلاد وإضعافٌ لعناصر قوتها ، وهدم للقيم النبيلة والأخلاق الحسنة ويكفي استشعارًا لخطر المخدرات أنّ من وقع في شباكها وذاق سُمَّها تأتي عليه لحظة يُحوَّل فيها من إنسان سوي إلى كائن خطير , يمكن أن يسرق ويقتل في سبيل الحصول على ما يسكت عطشه وإدمانه مما يتطلب التدخل لحمايته من شر نفسه وكذلك أسرته والمجتمع كله .إننا أيها الأحبة ندق ناقوس الخطر للأجهزة الأمنية أن تقوم بمداهمة أوكار من يتاجرون في المخدرات بأنواعها كما نهيب بالجهات العدلية إصدار التشريعات اللازمة التي تحوي عقوبات صارمة تصل حد الإعدام لكل من يتعامل في هذه التجارة المدمرة الخاسرة .

إننا في حاجة ماسة إلى أن يقوم كل منا بمسئوليته تجاه شبابنا وأبنائنا كل في موقعه ومجاله من أجل محاربة هذا الوباء الفتاك ، بدءًا من الأسرة ودورها التربوي ، ومرورًا بالمدرسة والجامعة ودورها التعليمي والتوجيهي كما أن على جميع المؤسسات الدينية ووسائل الإعلام المختلفة أن تلعب الدور المناط بها لدحر هذا الخطر الداهم الفتاك حتى لا نترك أبناءنا فريسة للإدمان وأن نتكاتف جميعًا لنربي جيلًا سويًّا سليما معاف يتمتع بالوعي الكامل يستطيع النهوض بهذا الوطن ، اللهم أحفظ بلادنا وشبابنا ومجتمعنا من كل شر، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.