الفاتح جبرا يكتب.. حركات أم عصابات؟

0

الخرطوم الرائد نت

من أكثر الملفات (المضروبة) التي تبنتها تلك الوثيقة الدستورية الكارثية هو ملف السلام فهو في حقيقة الأمر معركة في غير معترك، إذ كيف تفاوض حكومة الثورة المزعومة حركات مسلحة تدعي انها أسقطت النظام البائد وانها هي من أشعلت الثورة وانتصرت كما صرح بذلك السيد حاكم دارفور (مناوي) مساعد رئيس المخلوع سابقاً ؟ فاذا كانت هذه الحركات هي التي قامت بالثورة واسقطت النظام فلماذا التفاوض وعلى ماذا تفاوض (من أصلو؟) إلا أن يكون ذلك لحاجة في نفس اللجنة الأمنية للمخلوع التي انتزعت هذا الملف من الحكومة المدنية التابعة لها وليس للشعب.كنا نتوقع ان تجلس الحركات وترتب أمر مناطقها وتعمل على تنميتها بعد ما انتهت الحرب بانتهاء من كان يقودها ضدهم وهو المخلوع ونظامه ولكن سارت الأمور بصورة محيرة وعلى نحو يظهر ان في الأمر مآرب أخرى لها علاقة بدول محور الشر التي تدير البلاد الآن عبر وكلائها زعماء الجيش والجنجويد والحركات المسلحة فأخذ أمر هذا الملف مع عدم منطقيته فترة من عمر الفترة الانتقالية لا يستهان بها حتى أتانا اتفاق جوبا الاستسلامي المذل والذي فرض على الشعب التزامات لا قبل له بها وكان بينه وبين الحركات ثأر قديم وتريد تصفيته الآن فإذا عانت الحركات المسلحة من قبل فقد عانى معها كل الشعب السوداني ثلاثين عاماً هي عمر النظام الهالك فلماذا يدفع الشعب ثمن جرم لم تكن لهم فيه ناقة ولا جمل؟وعلى أي أساس تطلب منه قادة هذه الحركات المسلحة جبر أضرار وقعت عليه هو الآخر ؟.نعلم تماماً ان مناقشه مثل هذه الأسئلة ليست لها إجابة لديهم وإنما ذكرناها حتى يعلموا إننا لسنا بغافلين عما يدبرون وما يخطط له اعداء الوطن داخلياً وخارجياً.ودعونا نعود إلى موضوع ذلك السلام الذي وقع بين الحركات المسلحة التي تعد من فلول النظام البائد بحسب انها عملت معه وتراضت معه على مصالحها الذاتية وليست دفاعاً عن انسان تلك المناطق المنكوبة وبين اللجنة الأمنية للمخلوع ذات المآرب المعادية للشعب فمنذ توقيع ذلك السلام الاستسلامي ومنذ أن دخلت تلك الجيوش الجرارة العاصمة بارتالها وأسلحتها الثقيلة المتنوعة وبلادنا فارقت السلام فقد احتلت الميادين العامة والحدائق في تحد سافر واستفزاز واضح تصاحبه عبارات مثل (الخرطوم ده حق أبو منو) وكأن كل مشكلة هذه الحركات كانت هي دخول الخرطوم فقط وليست حل مشاكل من تاجروا بدمائهم في دارفور والنيل الأزرق وقد تركوهم لمصيرهم المجهول وتهافتوا على اقتسام كيكة الحكم وبدأت في صراعات تارة مع الشعب وتارة مع الحكومة وكأنهم هم أصحاب البلد وكأن الشعب مغتصبها منهم، أتونا بشروط لم يطالب بها (حتى المستعمر) فرضت علينا فرضاً ومع ذلك تمادوا في طغيانهم يعمهون وصاروا يستيبحون البلاد والعباد ويفعلون ما يشاءون دون حسيب او رقيب فما يمر علينا يوم الا وشاهدنا اختراقاً أمنياً مروعاً في العاصمة أو في مناطق النزاع في دارفور فقبل أيام دخلت قوة مسلحة تابعة لقوى تجمع تحرير السودان كما يدعون على قسم الشرطة بالفاشر وهددتهم بالسلاح وأخرجت متهمين في قضايا جنائية تابعين لها ضاربين باللجنة الأمنية بالولايه وسلطاتها عرض الحائط في تصرف يعد تصرفاً خارجاً عن القانون، وبعدها وجدت أيضاً قوة مسلحة تحمل بطاقات عسكرية تروع أمن المواطنين (تابعة أيضاً) لبعض تلك الحركات التي لا نعلم لها قادة أصلاً والتي لا حصر لها ولا عدد وقبلها تلك الواقعة الغريبة والتي بدأت حكايتها بتوقيع الفريق عمر السيد حسب الله قائد قوات خارج المنطقتين (الجيش الشعبي لتحرير السودان شمال – الجبهة الثورية)، تم توجيه خطاب للسيد مدير شرطة دلقو، بصورة للمدير التنفيذي لمحلية دلقو ، يطالب برد آبار تعدين ذهب في جبل الغزالتين و حسب البيان تمت مصادرة هذه الآبار بواسطة شرطة معادن دلقو ، بحجة وجود عقد شراء لاحدى الشركات ، قوات السيد الفريق اشتبكت مع شرطة دلقو واستخدمت الاسلحة الرشاشة و البنادق الآلية مما أدى الى سقوط قتيل من القوة المهاجمة (الجيش الشعبي)، و جرح ثلاثة من افراد شرطة التعدين،هل هذه قوات السلام التي أتيتم بها أيها العسكر (ناس نحن حارسين الناس ديل)؟وهل يوجد سلام من الأصل وانتم تنشئون قوات مشتركة من الجيش والشرطة والدعم السريع والحركات لحماية انفلاتاتها الأمنية؟هل هذا هو السلام الذي دفع الشعب من دم قلبه لمسحقاته و(الرتب) والعلامات العسكرية لجيوش الحركات تباع على قارعة الطريق لكل من هب ودب؟هل يوجد سلام وانتم تنشئون مجلس شركاء الدم لفك الاشتباكات التي من المتوقع حدوثها (كما زعمتم) فإذا كان هناك انفلاتات أمنية’ واشتباكات بين شركاء الحكم مع الحركات المسلحة الموقعة على ذلك الاتفاق فعن أي سلام تتحدثون اذن؟وبعد كل ذلك تم تعيين حكام لتلك الأقاليم التي تتم المتاجرة بدماء ابنائها وأرواحهم البريئة ، فهل رحل هؤلاء الحكام لمناطقهم على الأقل لمعرفة أحوال من كانوا سبباً في رفاهيتهم الآن وسابقاً ام ظلوا في القصر الجمهوري يركبون الفارهات ويتشاكسون على (بنابر السلطة؟)عن أي سلام تتحدثون وأنتم تستنزفون أموال هذا الشعب المسكين؟الآن سقطت ورقة التوت عن تلك الحركات المسلحة المأجورة وعملاء محور الشر وانفضح أمرهم إذ لم تكن تلك الإتفاقية إلا من أجل تمديد عمر الحكم العسكري في الفترة الانتقالية حتى يتاح (للعملاء) تنفيذ بقية مخططات أسيادهم !كسرة :هل هذه حركات مسلحة ام عصابات مسلحة يا سادة ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.