علي سلطان يكتب… 25 مايو مر علينا دون انتباه | وطن النجوم

0

الخرطوم | جوال الخير

لم انتبه يوم امس وحتى منتصف نهاره الحار ان اليوم يصادف الخامس والعشرين من مايو ومرور 52 عاما على ذكرى مايو .. وقلت:سبحان الله كان الناس الى عهد قريب يتذكرون مايو وقائدها الراحل جعفر نميري رحمه الله واعضاء مجلس قيادة ثورتها.. وماذكرني لها مقطع فيديو بعثه لي احد اصدقائي على الواتساب متضمنا نشيد مايو ذائع الصيت وقتها.. (ياحارسنا وفارسنا).
سبحان الله تتغير الاحوال والازمان والامكنة ولا يبقى الا وجه ربك ذي الجلال والاكرام.


وقبل مايو كان انقلاب17 نوفمبر بقيادة الراحل ابراهيم عبود رحمه الله ولم يعد يتذكر ذلك التاريخ الا القليل من الناس.. ثم جاءت ثورة اكتوبر بكل عنفوانها وثوريتها ثم اوشكت ان تكون نسيا منسيا.. وسيكون المآل نفسه للثلاثين من يونيو 1989 والتي جاءت فيعا الانقاذ على اعقاب ثورة ابريل.. وان كان يوم 30 يونيو فجر الثورة الجديد الذي ما زال حيا في الذاكرة الماثلة الى حين..!


اي تاريخ عصي على النسيان؟ الناس تنسى والديان لا ينسى ..! ولكن لكل مثقال ذرة من خير او شر لها موعد لن تخلفه بين يدي رب العزة .. حين يكون الحساب يوم القيامة التي يقوم الناس فيها يوم الحشر من الاجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين الى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر.. ذلك يوم نغفل عنه بنسيانا ولكنه جد قريب.


ويختلف السودانيون وغيرهم فيما مر على السودان من انقلابات وثورات بين مؤيد ومعارض ومحارب ومنافح.. ويظل الحال حتى تقوم الساعة.. ولكن مايدهش احيانا هو الحنين الى القديم الذي مضى حتى ان نشره يبدو عندج بعض الناس خيرا قد كان.. فقد حن البعض الي ايام عبود حين اشتد بطش مايو وحن الناس الى مايو حين اشتد بطش وجبروت الانقاذ..رب يوم بكيت منه فلما جزت(حزت) الى غيره بكيت عليه..!


إن الناس حين يقارنون ويفاضلون بين قديم وحاضر يكون غلبا مقياسهم النزاهة والفساد.. بعد ثورة اكتوبر بسنوات اكتشف ان الناس ان الرئيس ابراهيم عبود لا يملك من حطام الدنيا شئ فتعاطفوا معه.. وكذلك الحال مع الرئيس جعفر نميري فقد غادر الى رب كريم بلا بيت يملكه ولا ثروة يختزنها..! وهكذا سيكون القياس والمقياس الى يوم الدين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.