نصائح في الزمن بدل الضائع.. بشارة جمعة أرور يكتب..

متابعات/الرائد نت

أحلام الحكم والقلق الدائم

بين يدي هذه المقالة التي على الأرجح لن تسر الكثيرين، ولكننا نرى بعض الجدوى من التأكيد على أنه من جادة الحكمة التي تلزمنا أن نبين آراءنا وننصح في الشأن العام والسياسي المعروف بتقلباته الكثيرة والذي قلما يهدى، ولدينا ما يعرف بالمواقف المطلقة والثابتة في ذلك المضمار ، ومواقفنا حول القضايا الوطنية تمليها علينا إعتبارت المصلحة العامة كما تهدينا إليها قناعاتنا الفكرية وتقديراتنا الظرفية…، فالنصائح التي نبذلها في الزمن بدل الضائع لتجنب الإنزلاق والدخول في النفق المظلم والمواجهات الحتمية، شأنها شأن كل نصيحة ناصعة تؤثر الصراحة والوضوح،وإقامة الحجة أمام الحاكم والأمة، بدل التلميح والتلويح والغموض…، فلا يغرن أحداً منا الأُبهة والتمجيد المزيف والألقاب الفخرية المزورة كلها في نهاية المطاف شهوات ولحظات أمجاد قصيرة زائلة وستصبح يوماً ما ذكريات وأخبار من الماضي تتناقلها الأجيال ويقال فيها ما لم يقله مالك في الخمر…،فإن الاتفاق أو التوافق تحققه الإرادة الصادقة لدى الأطراف وليست كثرة الجلسات والاجتماعات العلنية والسرية في حد ذاتها، فمهما تعددت تلك الجولات والصولات وإستطال أمدها لن تصل إلى نتيجة طالما أحلام الحكم والقلق الدائمين فاقَمتا حالة الاضطرابات في البلاد والأطراف تنقصها الإرادة والرغبة في الوصول…، بل أصبحت هذه حالة في نظر الرأي العام نوع من التكتيك و وسيلة لكسب الوقت…،لذلك صار لزاماً على الجميع السعي الجاد لمواجهة نقوس الخطر ومن الضرورة بمكان درء سلبيات وإفرازات متاهات الاتفاق الإطاري حفاظاً على الوئام الاجتماعي والوحدة الوطنية، حسب المعطيات الظرفية الماثلة فإن وحدة البلاد هي أكبر تحدي أمامنا لما تفرضه علينا من المتطلبات وفي تقديرنا أن مرور أي وقت دون أن تستثمره القوى السياسية المؤمنة بالتوافق الوطني يعد خصماً على الرصيد الموجب إذ لا تخفى أهمية عامل الوقت في مهمة هي بكل المقاييس صعبة بقراءة معطيات الواقع الماثل…،في ظل تزايد ناقوس الخطر في كل إتجاه الذي ولد الذعر والرعب ويزيد الطين بلة القتل المأساوي بطريقة دامية لأتفه الأسباب كل يوم وكذلك الحرق للقُرى والنزوح والتهجير وكل يحدث على مرأى ومسمع من الجميع والحكومة تغض الطرف وتغط في نومٍ عميق وهذه الحالة ستولد غضب وستشعل انتفاضة شعبية ليس لها مثيل ولسوف تُفجِر سيلاً من التضحيات والسبب غياب هيبة الدولة وحكم القانون الرادع….، في الوقت الذي تتجه فيه اليمن وليبيا نحو الوفاق والاستقرار يسير السودان في الاتجاه المعاكس نحو الفوضى والمجهول…، فإذا استصعب الأمر وتعذر الوصول إلى التوافق فالحل يكمن في إجراء انتخابات رئاسية في غضون الشهر القادم ( مايو 2023 م )، أو تسليم السلطة لرئيس القضاء والتنحي الجوازي قبل الوصول إلى الوجوبي أو الإطاحة دراءاً للفتنة والصدام الذي سيزيد المصائب والمعاناة ناهيك الكوارث والأزمات التي ستترتب عليها عواقب وخيمة.

التعليقات مغلقة.