ياسر الفادني يكتب: أثيوبيا تُطْلِق الحمائم !
متابعات/ الرائد نت
إثيوبيا ذلك البلد المترامي الأطراف والذي يحد بلادنا من الجهة الشرقية في مساحة واسعة ، الحبشة تلك البقعة التي إختارها الرسول صلى الله عليه وسلم ملاذا لصاحبته من أذى كفار قريش وقال لهم إذهبوا إليها فإن فيها ملك عادل لايظلم عنده أحد وهو ملك (أكسوم الحبشية ) آنذاك( أصحمة النجاشي) ، هاجر أحد عشر رجلا وأربع نسوة وامروا عليهم سيدنا عثمان بن مظعون ولحقهم ثمانون رجلا على رأسهم سيدنا جعفر بن أبي طالب ، وجدوا فيها ملكا عادلا إحترمهم وقدرهم و إحتواهم…. وصدق رسول الله في قوله
أثيوبيا عانت من ويلات الحرب طوال سنتين خلت عندما تمردت قوات إقليم التغراي علي الجيش الفيدرالي الأثيوبي وتم تكوين تحالف عريض عقد له مؤتمر صحفي في الولايات المتحدة من بعض عناصر المعارضة الإثيوبية واشتعلت آلة الحرب أكثر فأكثر حتى قاربت هذه القوات من مسافة بضع مئات من الكيلومترات من العاصمة أديس أبابا ، حينها أبي أحمد رئيس الوزراء الاثيوبي وضع بدلة الحكم ولبس لامة الحرب و ترك أمر ادارة شأن الدولة لنائبه وقاد الجيش الفيدرالي بنفسه
حدثت تدخلات دولية كانت سببا في إرجاع هذه القوات من التقدم نحو العاصمة من ضمنها الولايات المتحدة وبعض الدول التي دعمت أبي احمد لوجستيا وعسكريا ، الحرب التي دارت رحاها هناك خلفت دمارا كبيرا وجعلت أكثر من خمسين ألف لاجيء اثيوبي يفرون من لظي الحرب إلى السودان لاجئين بولاية القضارف في معسكرات في محليات، باسندا ، المفازة ، القلابات الشرقية
اثيوبيا دخلت منظومة البلادان المأزومة سياسيا كما بلادنا الآن لكن الفرق أنهم حكموا صوت العقل وأفرج أبي أحمد عن عدد كبير من قيادات التغراي التي كانت بالسجن كبادرة منه للجلوس ومد غصن البن الاخضر لسلام مرتجي ، الفرق بيننا وبينهم أنهم لم يدخلوا الغريب في شؤون بلادهم ولم يكتب أبي أحمد خطاب للأمم المتحدة لحمايته كما فعل الخازوق حمدوك ! ، الفرق بيننا وبينهم أن مشاريع التنمية هناك لم تقف حتى بناء السد سار بصورة لم يتأثر بالحرب ، سد النهضة الذي أجمع معظم علماء السودان أن فيه خيرا للبلاد ولايؤثر على حصة السودان من المياه لكن مصر رفضت قيامه وفي نفسها تجاهه…. شييء من حتى !
نعم بدأت المفاوضات متعثرة بين الحكومة الإثيوبية و ال TPLE وهي جبهة التقراي في اروشا بتنزانيا بضغط منهم تحولت إلى نيروبي لعدم ثقتهم في الإتحاد الافريقي و اشترطوا أن تكون كينيا شريك اساسي في المفاوضات ، التقراي لا يثقون في الإتحاد الأفريقي بإعتباره متحيزا للحكومة ولم يتحدث عن المجازر التي ارتكبها أبي أحمد قي حق التغراي ، ولعلهم إستفادوا من تجربة الإتحاد الأفريقي في السودان بعد الثورة ولايريدون أن تجرب فيهم تجربة (ودلبات) التي ضيعت البلاد !
الآن يبدو أنهم وصلوا معارضين وحكومة إلي منهج ( أرضا سلاح ) وإطلاق الحمائم البيضاء التي تحمل غصن البن ، الحكومة الإثيوبية جهزت نفسها تماما وحددت من يفاوض الجبهة الشعبية لتحرير التقراي في الجلسات المرتقبة التي سوف تكون في كينيا والجبهة الشعبية استعدت لذلك مع بعض المطالب برجوع الخدمات إلى مناطق التغراي وأهمها الانترنت الذي تم قطعه منذ سنتين ولعل الحكومة الإثيوبية سوف تستجيب
أعتقد أن كل العقبات التي تحول في سبيل عدم الجلوس لمفاوضات مباشرة بين الفرقاء الإثيوبين سوف تزول وسوف يتم ذلك في السابع والعشرين من يونيو القادم بكينيا وأعتقد أنه سوف تقدم تنازلات ، الإثيوبيون اقتنعوا تماما أن الحرب ليست حلا و أن السلام لابد أن يسود وختوا ( الكورة الأثيوبية واطة) !! ، السؤال الذي يطرح نفسه هنا في بلادي من يقنع الديوك الداخلية لوقف الخراب وخت الكورة واطة بدلا من( قنطرتها) فوق الحجارة التي صارت تروسا ؟ ومن يقنع (الديكين ) اللذان أحدهما في جبل مرة والآخر في كاودا للسلام و إبطال آلة الحرب اللعينة والانخراط فيما يفيد البلاد والعباد ؟.
التعليقات مغلقة.