مديحة عبدالله تكتب: رفع حالة الطوارئ وسباق الزمن
متابعات/ الرائد نت
عمدت السلطة الانقلابية إلى رفع حالة الطوارئ مستبقة زيارة للخبير الأممي بشأن حالة حقوق الإنسان في السودان أداما ديانق، في محاولة لإرسال رسالة للمجتمع الدولي بأنها تعمل على تنفيذ توصيات دفع بها لسلطة الانقلاب إبَّان زيارته للخرطوم فبراير 2022، وتضمنت التوصيات: أولًا: رفع حالة الطوارئ، ثانيًا/ وقف إطلاق الذخيرة الحيّة وإلقاء الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، ثالثًا/ إطلاق سراح جميع المعتقلين، رابعًا/ إجراء تحقيقات سريعة وحيادية في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان/خامسًا/ وقف الاعتداءات على المرافق الطبية والعاملين الصحيين ومضايقة وسائل الإعلام والصحفيين والتعذيب لنشطاء حقوق الإنسان وكل أشكال سوء المعاملة ضد المعارضين
إلى ذلك دارفور كانت حاضرة في أجندة الخبير الأممي، حيث ناقش مع السلطات الوضع في دارفور والثغرات القائمة في حماية المدنيين، والتأخير في تفعيل قوة حفظ الأمن، ووضع الأشخاص النازحين داخليًا الذين لا يزال العديد منهم يتعرضون للقتل أو الإصابة أو العنف الجنسي، وقال في مؤتمر صحفي في ختام زيارته السابقة (شددت على ضرورة محاسبة الجناة والتعجيل بتنفيذ الترتيبات الأمنية الواردة في اتفاق سلام جوبا).
متابعة تنفيذ هذه التوصيات هي أجندة زيارته للخرطوم الآن، ومن المؤكد أن السلطة الانقلابية ستجد نفسها في صفيح ساخن، فهي لم تصدر قرار رفع الطوارئ إلا قبل عدة أيام من بداية زيارته، بينما لم تلتزم بتنفيذ أي توصية من التوصيات الأكثر اهمية، بل على العكس زادت آلة القتل والعنف شراسة ضد المواطنين في عواصم المدن وفى أنحاء دارفور المختلفة، ولم تشهد أروقة القضاة محاسبة للجناة..
الوضع في السودان الآن أشبه ببقعة مظلمة في عالم اليوم، وزيارة الخبير الأممي ستسلط مزيد من الضوء الكاشف على الانتهاكات المريعة لحقوق الإنسان وفي مقدمتها مصادرة الحق في الحياة، ومزيدًا من الضغوط على السلطة الانقلابية، التي تجيد مراوغة موروثة من سلطة الانقاذ في التعامل مع آليات الضغط الأممية، والمطلوب من القوى السياسية والمدنية ووسائل الإعلام وحدة الإرادة والاستفادة بأقصى درجة من جهود الأمم المتحدة لمحاصرة الانقلاب وشل يد العنف وإسقاطه بالوسائل السلمية المجربة.
نقلا عن صحيفة الميدان
التعليقات مغلقة.