من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: عبد المولى ثم كفى !

الخرطوم/ الرائد نت

القامات التي تظهر في المشهد السياسي يتحدث عنها الكثيرون وبالذات أجهزة الإعلام ويكون متابعا متابعة دقيقة ويسلط عليه الضوء في كل ما يفعل ، بالذات إن حضر محفلا وحتى حديثه الذي يدلي به يخضع للتحليل والتدقيق ويكون مادة تتلقفها الصحافة وأجهزة الإعلام الأخرى وشبكات الميديا الواسعة ، السياسي إن أخطأ أو قال عبارة في شكل مثل أو يريد أن يتهكم بها على آخرين تصير الجملة التي تفوه بها تطغى على هذه المناسبة و(تُلَاك ) بكثرة وربما هذه الجملة أو هذه المفرد تصير لقبا له يستمر هذا اللقب إلى أن يموت

هنالك قامات ربما في شخصها وعملها تكون أفضل من السياسين عملا وانجازا ، هم ليسوا بسياسين وليسوا لهم وزن قبلي لكن ما يفعلونه كبير عندالله أولا وعظيم عند من حولهم أو أهليهم أو عشيرتهم ، لا أقول أنهم جنود مجهولون بل أقول إنهم قيادات مجهولون ربما الواحد فيهم يقضي عمره كله في خدمة الآخرين ولايذكره الإعلام ولايطرق عليه جرسا حتى ولو خفيفا

الأستاذ والمربي عبد المولى محمد زين مدير مدرسة (الأغر) الثانوية ، ذلك الرجل الذي تخرج على يده أجيال ودرس أجيال الآن صارت قامات في العمل الحكومي واجيال منهم العلماء ومنهم رموز المجتمع ومنهم سياسيون إلخ، الرجل الذي وهب نفسه للعلم وتحصل علي درجة الدكتوراه ولا زال يعمل معلما يحمل الطباشيرة مشيرا إلى السبورة تارة ومتحدثا تارة أخري إلي طلابه ، هذا الرجل كلما ينقل إلي مدرسة يهزم الذين سبقوه إنجازا وتفاني تشهد له مدارس قري ريفي الجاموسي بأنه دخل عليها نورا وخرج منها نورا يسطع حتي الآن

ما اعحبني أن هذا المعلم الراقي الهميم قاد حملة كبري لتهئية مدرسته التي يعمل فيها وجعلها بهية جميلة المنظر ، اشرف بنفسه علي التجليس و طلاء جداريات هذه المدرسة داخليا وخارجيا وخلط ألوان الطلاء بنفسه وحمل فرشته وصار يطلي بنفسه الحوائط ومعه شباب القرية ومتطوعين ، نشاط هذا الرجل وهمته الهبتهم حماسا ، ملابسه صارت مبرقعة بألوان الطلاء هذا (التبرقع) هو لعمري مثال للمعلم الغيور علي وطنه الصغير مدرسته وهذه البرقعات هي اوسمة وأنواط وطنية رفيعة المستوي

عبد المولى مثال للمعلم المثالي، مثال للمعلم الذي يحبه طلابه بل كل الناس ، مثال للرجل الخلوق الذي يريد و يحب أن يُلبس التخلق الكريم ونكران الذات وحب هذا الوطن وعشق التعلم لطلابه ، رجل حمامة مسجد نشهد له بالإيمان كما قال المصطفي صلي الله عليه وسلم (أذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) ، رجل يعمل في صمت ولايحب الظهور واجزم أنني لم استشيره في الكتابة فيه ولو علم قبلا لقال لا

قال الشاعر أحمد.شوقي :
قم للمعلم وإفه التبجيلا …..كاد المعلم أن يكون رسولا ، عبد المولي رجل يجب أن نقوم له إحتراما وتقديرا وحبا ، عبد المولي مثال خير ساطع كالشمس نورا ولا زال ، يجب أن يحتزي به كل معلم ، له مني التحية والتقدير ولك الذين تربوا على يدية أولا ثم تعلموا ، من لايشكر الناس لا يشكر الله .

التعليقات مغلقة.