بالمرصاد | الصادق مصطفى يكتب: العصيان القادم

متابعات/ الرائد نت

تسعى السلطة الانقلابية وتتسارع خطاها لإفشال ترتيبات الإضراب السياسي والعصيان المدني التي توافقت قوى الشارع وشرفاء الوطن على إنفاذه للإجهاز على الانقلاب الذي عطل تقدم الثورة وأخر خطاها..
والعسكر يعلمون تمامًا نتائج العصيان الذي تذوق مرارته عند إعلانه في ٢٨ و ٢٩ يونيو، ذاك الإضراب الذي هز أركان الطامعين بالانفراد وتصفية الثورة وإعادة منسوبي النظام المباد الذين أطلقوا سراح الفاسدين منهم من السجون وأعادوا العشرات للخدمة المدنية للحيلولة دون نجاح الإضراب، وقد أعماهم هذا الإعلان وذهبوا يتخبطوا لدرجة فصل ٧٠٠ عامل من شركة كنانة في يوم واحد، والخطاب وأسباب واحدة تنم عن تشفى وخوف لما هو قادم، لم يجدي معه تقديم الامتحانات لضرب قاعدة المعلمين كما هو حادث الآن ولا تدريب للمتطوعين لسد الفراغات تلكم العملية الجبانة التي لا يقبل بها إلا الخونة والجهلاء.
فقد استمرأ الانقلابيون وتمترسوا تحت مواقفهم الخاطئة وظلوا في حال قمع متواصل لشباب الثورة الذين ينادون فقط بحقهم في المدنية والقصاص والعدالة والحرية، وتمسكوا بالسلمية للحصول على تلك المشروعات، وإن رأت السلطة الانفعالية أنها لن تسلم السلطة إلا وفق حوار وتناغم بين مكونات الثورة التي يعتقد الانقلابيون أنها فقط فيمن اعتصموا بالقصر ومن التحقوا بهم مجبرين من الحاضنة القديمة التي تعتبر أكبر الخاسرين، فقد فقدت نصفها تقريبًا بإبعاد حيدر الصافي ويوسف محمد زين، ومؤخرًا ابتعد ياسر عرمان ورأوا أي أهل الحرية والتغيير وسط هذا التناثر أن يستجيبوا لإنذارات البرهان المتتالية التي كان أخرها أمس الأول بمنزل ياسر العطا، فقد كان باله على كسر إرادة العصيان والإضراب السياسي وكان بالهم على إيجاد موطيء قدم بين كمبارس الفاصل القادم..
فلا عزاء للاءات الثلاث التي ظلوا يرددونها وكانت تبدو على شفاههم غير مستساغة، فقد كانوا يتلاعبوا بالشعارات ونسوا في غمرة ذلك أن هنالك من يتلاعب بهم، وهو يعلم أن لا عاملين في القطاع العام يدعوهم لتنفيذ الإضراب، فقد احتاط له الانقلابيون وأسرة النظام المباد ولا جمهور في الشارع، فقد تم طردهم من المواكب ووجدوا أنفسهم في فلك يسبحون، ومواقفهم لا يعادل إلا تلك الواقعة التي رواها حسين خوجلي عن نفسه عند مفاصلة الإسلاميين، إذ قال إنه لم ينام ليلته تلك وظل يتلوى في فراشه عن أي الفريقين ينحاز وبعيدًا عن الإجابة، لكن شيمة أبريل اكتسحت الفريقين معًا، كما سيفعل إضراب المقاومة والعصيان المدني والذب هو مسألة وقت.. ليس إلا…
دمتم والسلام.

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.