خارج السياق | مديحة عبدالله تكتب: خطوط حمراء
متابعات/ الرائد نت
قال مستشار سلطة الانقلاب الطاهر ابو هاجة (إن الخطوط الحمراء في الدول ذات السيادة ليس خطوطًا كنتورية وهمية اخترعتها وفرضتها تعليمات عسكرية، وإنما هي خطوط حقيقية نابعة من وجدان الشعوب المحبة لأوطانها ومؤسساتها العسكرية كما هو حال الشعب السوداني)..
كلام يحاول أن يقنع به المتحدث نفسه، فهو على قناعة كاملة من موقف الشعب من تحكم العسكر في الحياة السياسة والسيطرة على الإعلام، والصغار قبل الكبار يدركون لماذا تمت إقالة مدير التلفزيون القومي، لأن التلفزيون قام بواجبه المنوط به ونقل نبض الشارع ومواكب السادس من أبريل المطالبة بالحكم المدني في العاصمة والولايات.
كما أن التلفزيون اتبع القواعد المهنية بتقديم الأخبار حسب أهميتها وليس حسب رتب ومواقع الأشخاص المرتبطة بها، قاعدة معمول بها في كل بلدان العالم عدا تلك التي تقع في قبضة الدكتاتورية العسكرية، إلا أن الأمر لم يعجب قادة الانقلاب، وسنشهد في الفترة القادمة نوعية أخبار بروتوكولية باردة لا صلة لها بما يجري في الشارع وبما يطالب به الشعب حتى على مستوى الحقوق المتصلة باحتياجات الحياة اليومية.
كل يوم جديد في ظل الانقلاب نرجع للوراء ونفارق مسيرة الشعوب السائرة في طريق التقدم، ورغم المقاومة المستمرة للانقلاب المنتصرة مهما طال الزمن، فإننا في أمس الحاجة لتقييم تجاربنا في المحافظة على الديمقراطية وحرية الإعلام تلك التي ظفرنا بها نتيجة نضال استمر 30 عامًا ضد سلطة الانقاذ، ما هو السبب في الردة؟ ومن أين وكيف وجد أعداء الثورة منافذ للتسلل وضرب إنجازات الفترة الانتقالية؟ ولماذا لم تتأسس مؤسسات مدنية قانونية وتشريعية لحماية الانتقال؟
ولماذا لم تتواتر المساعي لعمل إعلامي تنويري ثقافي يبث الوعى بمفهوم الدولة المدنية والصعوبات التي تحول دون الوصول إليها والمساعي المطلوبة لتخطيها؟ لماذا كان الثقافي والإعلامي والتنويري أقل قامة من كل ما تم تحقيقه في الفترة الانتقالية؟ أسئلة ضرورية تتطلب مواجهة حقيقية داخل تنظيماتنا المدنية وتجاه وسائل عملنا المختلفة، حيث لم يعد من الممكن أن ندور في ذات الدائرة المغلقة منذ الاستقلال؟؟
نقلا عن صحيفة الميدان
التعليقات مغلقة.