من أعلي المنصة | ياسر الفادني يكتب: تشاهد اليوم
الخرطوم/ الرائد نت
أجزم تماما أن في بلادي قد ضاع كل شييء ، فليس البلاد التي تُضَيِّع نفسها من تلقاء نفسها هذا لايحدث البته ، البلاد يضيعها بنوها ، البلاد التي ضاعت وتشظت كانت بفعل الأجنبي بمعاونة بعض العملاء من الداخل ومعظمهم هم الذين يحملون جنسيات مزدوجة ، قليل منهم لايحمل هذه الجنسية لكنهم تم شراء ذممهم بالمال ، الذين جاءوا بعد الثورة المسروقة ومكثوا في الحكم أكثر من عامين بل يزيد هم أسوء شرذمة حكم مرت على هذه البلاد ، في عهدهم انتهى كل شييء ، حتى الممارسة الصحفية صار حالها يتأسف عليها ويندي لها الجبين ، أقلام مأجورة تكتب لتسترزق فقط ، قلمهم يشبه الكلب أن اسقيته يلهث وإن تركته يلهث ، فبدلا من التعبير بالقلم صار التعبير بالجزم في أقبح ممارسة مهنة صحفية في تاريخ الصحافة في السودان
ما سوف نشاهده اليوم شاهدناه مرات ومرات ، مجموعة تخرج إلى الشوارع يقولون أنهم مليون ثائر لكن لا يصلون لهذا العدد ، في اليوم الذي يريدون فيه الخروج يتعطل كل شييء في الخرطوم لا يذهب العامل إلى عمله تقفل الأسواق خوفا من فوضى تأخذ حقهم بقوة النهب ، يتضرر كثيرا الذين يعتمدون على رزق اليوم باليوم وهؤلاء ما أكثرهم ، إن سألت الذي يخرجون لماذا خرجتم ؟ تجد إجابات غريبة ، العساكر للتكنات ، لاات مستحيلة التنفيذ ، صبية صغار يترسون الشوارع معظمهم لم يبلغ الحلم بعد ولا يدري حتى أنه يدري !
سوف يحدث استفزاز للجهات الأمنية وسبها ونعتها باقبح الألفاظ وربما ترى إشارات قبيحة خادشة للحياة هذا ما تعودنا أن نراه ، فتنطلق قنابل الغاز المسيل للدموع نحو الخارجين ويحدث الفر والكر هنا وهناك ، ويتلذذ الذين يجلسون خلف أزرار الكيبورد ويحكون ويسردون ويوصفون ويضخمون الأحداث ويقولون لك يحدث الآن…. كأنهم داخل هذه المواكب لكنهم تجدهم في ديار أعالي البحار !
قتل هنا وهناك واصابات هنا وهناك تكون من الطرفين سمار المواكب والشرطة ، وتكثر الأقاويل والروايات هذا ضرب بعبوة بمبان في الرأس مباشرة وهذا أصيب بطلق ناري على القلب أو الراس ومنهم من يقول اصيب بطلقة خرطوش والشرطة الآن لا تسلح بالخرطوش ، وتظهر لجنة أطباء السودان التي تعجبك ببياناتها المتسرعة تذكرني برجل من أهلنا اذا (اتصل بك معناتا أنوا في زول اتوفى) ، الذي يحيرني أن هذه اللجنة هي حصرية فقط على المواكب ولا نسمع بياناتها عندما يحدث القتل في دارفور والحوادث المرورية التي يروح ضحيتها الكثير
ما سوف نشاهده اليوم هو طبخة لسياسين لحمها من (فطيسة ) ، مدفوع قيمتها بأموال تأتي من الخارج ، مايحدث اليوم هو ضياع لوطن بسبب شرذمة لا تمتلك أدنى صفة من التعقل ، مايحدث اليوم بلاشك سوف يكوي كبد أم حرقت حشاشتها جراء فقدها لفلذة كبدها خرج وربما لم يأخذ إذنها ، هذا الفقيد الذي يتخذونه تجارة وقتية يرسلون صوره في شاشات الميديا ويسيرون موكبا آخرا لدفنه لكن ينسونه بمجرد أن وضع عليه التراب وتظل تبحث أمه عن أصحابه ومن حرضوه على الخروج ولا تجد إلى ذلك سبيلا
يبدو أن الشياطين لم تصفد في السودان في هذا الشهر الكريم ، إذن من الصعب جدا تصفيد شيطان السياسة هنا في السودان فهو (راكب راسوا) ومركوب من( الجن الكلكي) ، حتى متى يظل هكذا الحال ، حتى متى ينعدم العقل والتعقل والرشد السياسي ، حتى متى يرقد هذا الوطن قرير العين هانيها ، لا أجد إجابة وكلنا ليس لدينا إجابة والله المستعان على ماتصفون .
التعليقات مغلقة.