بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: رصاص القصر..
متابعات/ الرائد نت
في كل يوم جديد يعاني الانقلاب من خنقة يشعر بها قادته (والماسكين) قرون البقرة من هواة التسلق والتملق (والحركات) الغريبة التي لا تعرف السياسة، بدليل مجاراتها لمن يدفع كما حدث في اعتصام الموز ومجاراة واقع الفوضى الاقتصادي بالتعدين والتخزين، ومتابعة الجبايات خارج القانون ولم تستطع وهي تحمل السلاح في وجه أسوأ نظام عرفه التاريخ البشري نظام المجرم البشير وعرابه الترابي من تحقيق انتصار واحد يثلج صدر الشعب الذي يقاوم في الشارع، ورغمًا عن ذلك لا يجد منهم غير المعاداة ومعاونة الأعداء بالاستعداء غير المبرر، حتى القوى التي تعمل على دعم الشارع وإسقاط الانقلاب كما حدث في ندوة الحزب الشيوعي بالحارة الثامنة بأمدرمان، وما يحدث يوميًا في مرافق الدولة وشارعها الفسيح من قتل واعتقال وخطف وترويع لم تدينه الحركات المفترض أن تكون من صلب الثورة كما تدعي، ناهيك أن من تناول الزمام وإطلاق استخباراتهم ومنسوبيهم لحماية المواكب وندوات التحول الديمقراطي، التي تسعى للانخراط فيه بعقلية أمنية أسوأ من الرسمية وذلك. المؤشر الأساسي لفشل هذه الحركات وعدم قدرتها على مواكبة مستجدات الثورة، وعليها أن تراجع حساباتها وتبعد عن تفكير الديناصورات الذين يكنون عداء غير مبرر للثوار والكنداكات، بدليل مباركتهم وفرجتهم على القتل والترويع للثوار السلميين وهم في أعلى قمة السلطة السيادية بالبلاد، مالك عقار قال (متتريقاً) الثوار وصلوا القصر وأخذوا الصور التذكارية مع الحرس ورجعوا يعني شنو؟
لا يتحدث عن القتل البارد والقنص الذي يخرج رصاصه من جوار مكتبه، لا يسأل ولا يستقيل ولا حتى يدعو لاجتماع لوقف العنف ضد المحتجين السلميين، كأنما الأمر يعجبه بالغياب عن العمل إبَّان المواكب والمسيرات..
وما ينطبق على عقار ينطبق على حجر والهادي تحديدًا، أما بقية عناصر المجلس فلا شأن لنا بهم، فهم أصلًا اتو لتنفيذ موجهات الصمت الصارم وتجميل وجه الانقلاب القبيح.
أنظر لهذا النموذج لعبد الباقي الذي زار معمل استاك مؤخرًا مع والي الخرطوم، وهو رئيس اللجنة الأمنية التي تتفرج على سفك الدماء يوميًا بالعاصمة، قالوا إن ما حدث بمعمل استاك من تعدي الجنود الرسميين على بنك الدم أنه عمل فردي يجب أن لا تتحمله القوات النظامية، وفي ذات الوقت يبرروا لهذا التعدي بتحميل الثوار دخولهم للمعمل ومطاردة القوات النظامية لهم هناك، وهذا هو العذر الأقبح من الذنب والتناقض الذي يدعو الوالي ومنسوبي مجلس السيادة بتقديم استقالاتهم إن كانوا يعرفوا معنى أدب الاستقالة.
بالطبع إن هذه الأوضاع لن تستمر طويلًا والغلبة آتية لصالح الشارع حينها فليكون رماة البطش والقتل والترويع على استعداد لتحمل جرائمهم التي لا تغتفر..
دمتم والسلام..