لنحتفي باليوم العالمي للهندسة من أجل التنمية المستدامة مديحة عبدالله تكتب..
متابعات/ الرائد نت
يحتفي العالم في الرابع من مارس القادم باليوم العالمي للهندسة من أجل التنمية المستدامة، وهو من التواريخ الجديدة في قائمة الأيام العالمية أدرجته منظمة اليونسكو في المؤتمر الأربعين لها نوفمبر 2019، ويمثل ذلك نقلة نوعية في عالم اليوم لربط العلوم الهندسية بأهداف التنمية المستدامة حتى 2030، ويأتي تخصيص هذا اليوم للهندسة والمهندسين بغرض تحسين فهم الجمهور للهندسة واستخدام التكنولوجيا كضرورة في الحياة الحديثة
لقد اخترت الكتابة في هذا الموضوع لأهميته وجدواه لمساعدتنا في ابتدار تفكير مغاير وجرئ يخرجنا من دوامة التخلف والقهر الاجتماعي الذي نعيش في شباكه منذ الاستقلال وحتى الآن، واحد أسباب ذلك في تقديري هو الانعزال عن حركة العالم الذي يعتمد على العلم والبحث والابتكار من أجل تحرير إرادة الإنسان من الاستبعاد بكل أشكاله.
وتستند محاور التنمية المستدامة (2015-2030) على محاربة الفقر لتحقيق العيش بكرامة، تمتع الجميع بالصحة والمعرفة وإشراك كل فئات المجتمع، بناء اقتصاد معافى يشمل الجميع ويفضي إلى تحول حقيقي، العدل والمؤسسية لإشاعة الأمان والسلام في المجتمع، حماية النظم البيئية لصالح مجتمع الحاضر والمستقبل، الشراكة والتضامن الوطني والإقليمي والعالمي من أجل استدامة التنمية.
إن العلم والمعرفة والتكنولوجيا هما أساس التنمية، وقطعًا تقف العلوم الهندسية في قلب العلوم والمعارف التي تقود لتحقيق التغيير الاقتصادي والاجتماعي المطلوب، إن أي عمل سياسي ومدني، لا يرتبط بأهداف تنموية وبيئية، لا شك سيكون ضجيجًا مزعجًا يملأ الآفاق ثم يتلاشى.
والمطلوب من الجامعات السودانية أن تستعيد دورها كمنارات علمية وتعزز دور العلوم والتكنولوجيا كأداة لخدمة المجتمع وليس تدجينه كما يحدث الآن عبر الوسائط الإلكترونية، وكذا الإعلام عبر منصاته المختلفة، فالتأكيد على أهداف التنمية المستدامة وتحقيقها من الضرورة أن تكون أحد أهم معايير تقييم البرامج الحكومية الحزبية والمدنية، حتى نحدث فرقًا في الساحة السياسية التي اختنقت من كثرة المشاريع المطروحة المتشابهة وتكاد تغييب عنها الحلول المبتكرة والأدوات الملهمة لإحداث التغيير المنشود.