حديث المدينة | عثمان ميرغني يكتب: الحل .. في مبادرة الصحفيين.
متابعات/ الرائد نت
بلادنا في حالة شلل شبه كامل، بدلاً من الانطلاق من مرحلة الثورة إلى بناء الدولة، بات السودان يكابد حالة “إعادة” للثورة.. ومثل هذا الوضع لن يفضي إلا إلى حافة الهاوية التي لن يستطيع أحد بعدها إيقاف سيناريوهات اليوم الآخر..
وبكل أسف الأحزاب السياسية التي يفترض أن تترجم أصوات الشارع وتحقق مطالبه فشلت حتى في جمع كلمتها للتوافق حول خارطة طريقة تقود البلاد إلى مخرج آمن..
في تقديري الأجدر أن يقتنع الجميع أن مبادرة الصحفيين والإعلاميين والكتاب السودانيين هي وصفة حل ناجعة وسريعة المفعول تواجه الوضع الاستثنائي المخيف.. ومع احترامنا لكثير من المبادرات الآخرى إلا أن الزمن لا يسع الانتظار، فالمطلوب ليس مجرد الحل، بل الحل العاجل الناجز وهو ما تحققه مبادرة الصحفيين والإعلاميين والكتاب.
المباردة – لمن فاتهم الاستماع- مباشرة وسهلة تتعامل مع الوضع الراهن بصورة مستقيمة وتقدم الواضح لكل الأسئلة الراهنة..
المبادرة من مرحلتين: الأولى مواجهة الوضع الراهن وإيجاد توافق على هياكل للسلطة ،والثانية أكمال ما تبقى من الفترة الانتقالية.
بالنسبة للمرحلة الأولى، أمامنا أمر واقع، السلطة العسكرية التي أنهت الشراكة عملياً في فجر 25 أكتوبر 2021 وباتت تتحكم في القرار السياسي والسيادي بل والتنفيذي بشكل كامل.
حسب ما صدر من الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة أكثر من مرة أنهم يوافقون كسلطة حاكمة الآن، وباسم القوات المسلحة أيضاً على تسليم الحكم فورا لأية جهة منتخبة أو متوافق عليها..
وبدون المغالطة في كون هذا الوعد جاداً وملزماً فإن الحكمة تقتضي أن نختبر ذلك عملياً. تنص مبادرة الصحفيين والإعلاميين والكُتاب السودانيين على إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية بصورة منفصلة ومبكرة، على أن يتوافق الساسة والأحزاب السودانية على مرشح واحد فقط للرئاسة، ليفوز بالتزكية كسباً للوقت حيث لن تتطلب التزكية الخوض في إجراءات إنتخابية كاملة ترهق الميزانية وتكلف جهداً ووقتاً.
يمكننا إجراء انتخابات رئاسية خلال أسبوع واحد ليفوز أي مرشح مدني متوافق عليه، وطبعاً لا يسمح قانون الانتخابات بترشيح أي شخص يعمل في القوات النظامية أو شارك في الفترة الانتقالية في مواقع دستورية أو يحمل جنسية دولة أخرى. ( تقدمت إحدى الإعلاميات بمقترح إضافة شرط آخر أن لا يكون متزوجاً من أجنبية).
بمجرد انتخاب رئيس الجمهورية ينتهي أجل مجلس السيادة الانتقالي ويتولى رئيس الجمهورية ذات الصلاحيات مضافاً إليها تعيين رئيس الوزراء.
أول مهام رئيس الجمهورية سيكون تعيين رئيس الوزراء الذي بدوره يعين الوزراء ليكتمل تكوين السلطة التنفيذية وتنفصل تماماً عن العملية السياسية للتتفرغ لممارسة مهامها ومعالجة الأوضاع خاصة الاقتصادية.
المرحلة الثانية: يتولى رئيس الجمهورية الإشراف على مؤتمر المائدة المستديرة برعاية الأمم المتحدة، على أن يكون أول مهام المائدة المستديرة التوافق على تشكيل المجلس التشريعي.
بتشكيل المجلس التشريعي يمكن استكمال المؤسسات الغائبة خاصة مؤسسات العدالة ( مجالس القضاء العالي والنيابة والمحكمة الدستورية) والمفوضيات وغيرها.
تتولى مفوضية الانتخابات الإعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية خلال سنة ونصف لتكون خير ختام للفترة الانتقالية.
مؤتمر المائدة المستديرة يمكن أن يتداول في قضايا أخرى مهمة حسب ما ترتضيه الأحزاب.
هذه المبادرة توفر حلاً عاجلاً بتوافق الجميع بما فيهم المكون العسكري.
ما فيش وقت.. (ياجماعة الموكب بفوتنا)..
موكب النهضة والتقدم..