العقيد الركن ابراهيم الحوري يكتب: القضاء السوداني
الخرطوم/ الرائد نت
أصدر القضاء السوداني حكمه بعودة بعض المفصولين تعسفياً احقاقا للحق وتأكيداً لنزاهة القضاء ونصرة للضعفاء الذين صادرت مايسمى لجنة إزالة التمكين حقهم وحرمتهم من أعمالهم بوشاية واش أوحقد زميل واتهام بالباطل .
أصدرت لجنة إزالة التمكين فرمانها وأعملت سلطاتها التي استمدتها دون سند قانوني أوفتوى قضائية أو تشريع يكفل لها هذه الصلاحيات التي كانت تتمدد يوماً بعد يوم .
كان صوت اللجنة هو الأعلى وصراخها هو الأضخم ترغي وتتوعد وتهدد
فإذا استشعرت دبيبها وسمعت نهيقها لا تملك أمام هذا الوعيد وقبالة هذا التهديد إلا أن ترتعد أوصالك و أطرافك
أفرغت المؤسسات الحكومية من خيرة منسوبيها وودعت مدرجات الجامعات أساتذة أفاضل علموا أجيالاً وشاركوا بعلمهم في كافة ربوع السودان وتحملوا ضعف الرواتب وتردي البيئة التعليمية وقاوموا إغراءات الجامعات الخارجية ذات الرواتب العالية ولكنهم ثبتوا كالجبال إيمانا بقضيتهم وعدالة رسالتهم ولكن لجنة التمكين أعملت فيهم سيف التشفي وبجرة قلم أبعدتهم وأبعدت غيرهم .
تضررت أسر كبيرة واكتوت عائلات عريقة بالاتهامات الجزاف التي وجهت إلى أفرادها دون بينة ودون محاكمة تسمع من الجميع فتقر الحق عملاً بقوانين تكفل حق الجميع
إن ماشاهدناه من احتفاء بعودة المفصولين من زملاء المهنة يؤكد أن القضاء قد أنصف هذه الفئة المبعدة دون ذنب أو جريرة
حتى طلاب الجامعات فرحوا بعودة أساتذتهم الأجلاء الذين فصلو بفرمان جائر لم يراعي إلاً ولا ذمة
مازال هناك بقية لم يعودا حتى الآن الى عملهم ومازال هنالك مفصولون تعسفيا يرغبون في احقاق الحق وانصافهم
إن عودة المفصولين هي عودة الثقة الى زملائهم بأن حملات التطهير لن تطال أحد بشبهة أو وشاية وأن قانون العمل هو المحك مما يعزز الرضا الوظيفي والتنافس الشريف في ميدان العمل
إن رد المظالم يطوي هذا الظلم البائن الذي هو غصةً تعتري الحلوق و ألماً يجيش في النفوس لكل إنسان تربى على الحق و تشبع بالقيم السودانية و كان له منها نصيباً وافرا ..
نحن شعب كريم ورثنا ذلك كابر عن كابر عرفنا بين شعوب العالم بالشجاعة والصدق والأمانة والصفات الكريمة ولابد لشعبنا أن يحافظ على هذا الموروث إن الامم تدمر يوم أن تدمر قيمها ولا تحترم قوانينها
منطلقين من عقيدتهم ومن دينهم ومن تراثهم
إن السمو فوق المرارات والبعد عن الاحقاد والانتقام وإثارة البغضاء هو مايؤسس لدولة المؤسسات التي عنوانها العدل الذي هو أساس الملك.