د. أحمد عيسى محمود يكتب: الطفل ريان
الخرطوم/ الرائد نت
طبت حيا وميتا صغيري ريان. وأنت تقدم درسا عظيما للعالم أجمع. بأن العالم الإسلامي كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. وربما أبالغ أن درس ريان تجاوب معه العالم من زاوية الإنسانية. إلا ساستنا ولشيء في نفس يعقوب لم يفهموه. كم من ريان بدارفور تم حرمانه من أبسط مقومات الحياة. لسبب بسيط بأن قضيتهم العادلة في سوق نخاسة الحركات (وليس هناك فرق بين الحركات الموقعة وغير الموقعة). الكل رافع مصحف القضية على أسنة رماح بندقيته. وهو يعلم في قرارة نفسه إنها (كلمة حق أريد بها باطل). وكم من ريان بجبال النوبة شردته الحرب اللعينة. ومازالت مأساته مستمرة لأن الرحمة لم تغش قلب الحلو وزمرته بعد. وكم من ريان بالنيل الأزرق تاجر بقضيته عديمو الضمير (عقار وعويشه) حربا وسلما متباكيين حول قميصه. وكم ريان في باقي السودان حاصره الثالوث المرعب (الجوع والمرض والفقر). أين أنتم يا قادة من الاهتمام الذي أبهر العالم من حكومة المغرب. إنها المسؤولية في أعلى مراتبها من حكومة تجاه شعبها. لأنها تعي كلام الفارق (لو عثرت بقرة بالعراق لكنت مسؤولا عنها). في الوقت الذي فيه قفلنا مدارس ريان بالسودان. وأوصدنا في وجهه المستشفيات. وفوق عجزنا الكامل لم نتركه وشأنه. بل جعلناه ممرا لتصفية حساباتنا السياسية. فكم من ريان وهو في الترس. وليس له ذنب اللهم إلا إنه طفل سوداني تخلى عنه مجتمعه بعدم الدفاع عن حقوقه المسلوبة من ساسة (الغاية عندهم تبرر الوسيلة). وتركه لقمة سهلة لغولهم الذي تجرد من قيم الرحمة والإنسانية. وخلاصة الأمر رسالة نضعها في بريد منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية وقادة الرأي بأن يطلعوا بدورهم المنوط بهم في حماية ريان السودان من ساسة بلادهم بالتبصير والبرامج.