ياسر الفادني يكتب: فولكر مِبَاري أبْ لمبة !
الخرطوم/ الرائد نت
أب لمبة للذي لايعرفه هو ضوء لمبة قوية تجدها امامك وهو هيئة يتشكل عليها الجان ، يعرفه جيدا المزارعون وسائقوا التركترات الذين يحرثون الأراضي الزراعية ليلا ، المهم في الأمر أنك إن ذهبت مقتفي أثره ربما تقع في حفرة أو بئر أو تصطدم بشجرة او جبل ، وأشد نوعا من أنواع أب لمبة خطرا هو أب لمبة السياسي الذي ظل يسير من خلفه حمدوك حتى (دقًَ الدلجة) ! و(تَفًَ حنكو) وطفش من غير رجعة ، أب لمبة السياسي ذهبوا في إتجاهه الأحزاب الأربعة ولجنة التفكيك ولجنة أديب وكل اللجان الكثيرة التي كونها حمدوك وكلهم سقطوا في حفرة عميقة تشبه الجب الذي سقط فيه النبي يوسف عليه السلام لكن الفرق أن سيدنا يوسف ِِإلْتُقِط من ظلام الجب وهؤلاء لم تأتيهم قافلة العزيز لنشلهم و (لحقوا أمات طه) !
حكومة لها ثلاثة أشهر لا وجود لها البته و من في الحكم الآن ( يبارون ) أب لمبة ولا يعرفون أين يتجه بهم ، فراغ و(فياقة) عَلًَمتْ (المُشاط) السياسي وجعلت كل سوداني هو سياسي ويفتي كأنه خبير ومحلل إستراتيجي كالذين يطلون كل مرة علي شاشات الفضائيات العالمية ويكثرون الكلام ، الفراغ السياسي والوضع الغير مفهوم أتاح فرصا ثمينة للذين لايريدون إستقرارا سياسيا وأمنيا لهذه البلاد داخليا وخارجيا الذين هم بالداخل ظلوا خميرة عكننة بتصرفات هوجاء أضاعت هذه البلاد التي يكاد ينعدم فيها الرشد السياسي تماما أما دول الخارج ظلت سفاراتها تتدخل بصورة مخلة جدا في الشأن السوداني بل بعضهم ظلوا يضعون التوجيهات
(فولكر بيرتس) رئيس بعثة اليونتامس والذي سمعنا في الأخبار أنه أتي بخارطة طريق تنشل هذه البلاد من الوهدة السياسية والتردي الإقتصادي والأمني منذ أن حل حمدوك بطائرته مطار الخرطوم ولعل (كراعه كانت حارة جدا) اُقِيل مرة واستقال ، فولكر صدمنا في مؤتمره الصحفي وقال إنه لايملك مسودة كتابية أو خطوط عريضة يمكن أن نجد فيها حتي علامات ا ولا حتي مقياس رسم لهذه الخارطة ولا حتي سهم الشمال لم نراه في أعلاها
فولكر في سياق حديثه قال أنه سوف يجلس مع كل حزب أو كيان سياسي عدا المؤتمر الوطني الذي قال بأنه يرفض هذه المبادرة… و(ماصدق لقي ليهو سبب) ! ولم يذكر الحزب الشيوعي الذي رفض مبادرته أيضا ، إذن فولكر في مؤتمره الصحفي الذي عقده دق المسمار الأول في نعش كفن هذه المبادرة الأممية و(بارى) أب لمبة وحتما سوف يؤدي به إلي وادي سحيق أو يصطدم بتلة أو تهوي به الريح في صحراء الفشل كما فشل من قبل في سوريا
الطريقة المملة التي سوف يتبعها( فولكر) هي تشبة دبيب النملة لقطع مسافة ألف ميل ، جلوس مع هذا و مع ذاك ، ما أكثر الاحزاب السياسية في هذه البلاد ! وما أكثر الكيانات الإجتماعية وما أكثر الحركات المسلحة ، إذا اخذنا فقط الحركات المسلحة هنالك أكثر من ٥٠ حركة مسلحة فيها من وقعت علي السلام وفيها من لم توقع علي إتفاقية جوبا وهناك أكثر من ٤٧ حزبا سياسيا إضافة للكم الهائل من الكيانات القبلية والجهات التي لها أرضية شعبية واسعة ، إذن فولكر سوف يستغرق وقتا طويلا ربما وقتا وزمنا يتجاوز المدة المتبقية لعمر الفترة الإنتقالية ، ربما مشاورات فولكر تقف صدأ منيعا لإختيار الجهاز التنفيذي ، هذا كله يكون خصما على وقف التردي الإقتصادي والسياسي والأمني .
.
إذن فولكر حكم على مبادرته بالفشل وسوف لن تلقي حظها من النجاح وفق المعطيات الماثلة في الواقع السياسي ، فإلى متى نظل نحن رهنين لإرادة التدويل؟ ولماذا لم يكن لنا إرادة داخلية قوية نتصالح جميعا ونسير بهذا الوطن إلى الإمام من غير السير خلف أب لمبة؟ ، الأيام القادمة سوف تفصح عن ما يحدث ، اللهم اكفي بلادنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن…آمين .