صوت الحق | الصديق النعيم موسى يكتب: إلى قواتنا المسلحة في الفشقه !!
الخرطوم الرائد نت
شاءت الأقدار أن أزور الفشقة قبل وبعد عملية التحرير التي قادتها قواتنا المسلحة في أوقاتٍ عصيبة ، وبعد إعتداءات متواصلة من ما تُسمىّ بالشفتة المدعومة من الحكومة الإثيوبية فمن الهجوم على بِركة نورين الذي يُعد طعنة في الظهر وبما أنني من ولاية القضارف فقد أوليت هذا الموضوع أهمية كبيرة بمساحتي المقروءة وفي نوفمبر من العام 2020 زرت هذه الأرض الخصبة ( التي تنتج أجود أنواع السمسم فهو الأول في العالم ) تحدثت من كان معنا من الخُبراء العسكريين المُحنكيين ، سألته أما الآوان لتعود الفشقة لأرض الوطن ؟ صمت برهة وقال لي : ستعود قريباً جداً إن شاء الله ، كان ذلك في خواتيم نوفمبر من العام 2020 وما زالت ذاكرتني تحتضن المشهد الجميل الرائع وجنودنا الأشاويس يقطعون النهر بالسيارات والحماس العالي الكبير الذي يسيطر عليهم ، وإبتسامة ذلك العقيد وبعض جنوده ونحن في البنطون ، سلّمت عليهم والضحكة لا تفارقهم ، جلس بجواري عريف من القوات المسلحة ونتبادل الحديث عن طبيعة المنطقة الخصبة نحتفي بصمود قواتنا المسلحة للدفاع عن أراضي الوطن وطرد المليشيات المدعومة من الجيش الفيدرالي الإثيوبي حيث رفعت قوات الشعب المسلحة راية النصر في الأراضي المغتصبة بعد ربع قرنٍ من الإحتلال المُتعمّد من جارتنا إثيوبيا عبر جيشها الحكومي تحت ذريعة الشِّفتة الخارجة عن القانون . معاناة حقيقية عاشتها قواتنا المسلحة لإسترداد الفشقة دفع فيها الكثير أرواحهم مهراً لها ، لقد عايشت تلك اللحظات المؤلمة والشجاعة في آنٍ واحد الوطن وهنا أستحضر بعض كلمات شُعراء الجيش الذي يوصف الجنود والقوات قائلاً :
الحرب الوسيعة جنودنا بتعدوها
وقت النار تبق الحاره بتوطوها
لا بخافو الدواس لا بنطو لا بفوتوها
في رمضان من العام الماضي كانت هناك صورة مُعبّرة لأحد أفراد القوات المُسلحة يفترش برش والقليل من الزاد ( لقمه وجك آبري ) هذه الصوره إنتشرت كثيراً في وسائل التواصل الإجتماعي وهذا حال من شاهدتهم في الأحراش .
خلال تجولي في الفشقه رأيت الجنود وهم يتشوقون لآخر نقطة في الفشقة حتى تحقيق النصر وإستشهد الكثير منهم في سبيل ذلك ، ضرب جنودنا البواسل في حدودنا الشرقية مثالاً في الصمود ومجابهة الأعداء المدعومين بعتادٍ مكثفٍ من جيش إثيوبيا وهنا نتساءل هل هم شِّفتةُ حقاً ؟ بكل تأكيد هم قوات تحمل أحدث أنواع الأسلحة المتطورة فألدولة الإثيوبية تدّعي أنَّ هذه مجموعة متفلتة وليس غريب ما تشهده حدودنا منذ إحتلالها فلم تخلو المنطقة من غدر الجيران بالإختطاف مقابل الفدية وتارة أخرى القتل وإن سلّمنا جدلاً أنهم شِّفتة فجيشنا قادرُ على قتالهم وطردهم من أراضينا مهما كانت قوتهم وعتادهم .
فها هي تعود لأرض الوطن بعد أن كانوا يزرعونها عنوةً وإقتدار طِوال ربع قرنٍ لم نرى في حياتنا مليشيات تحمل أسلحة ثقيلة ومدفعية كبيرة طويلة المدى ، ستصد قواتنا المسلحة أي إعتداء وستفرض سيطرتها على بقية الفشقة فألشعب السوداني لا يخاف وأهل القضارف في إستعداد كامل للدفاع عن أراضيهم متطوعين مساندين لقواتهم المسلحة .
سعدنا وسررنا جداً بحسم المليشيات التي ( تفسحت ) في ولايتنا الحبيبة جنود يخوضون حرباً من قوات تملك الأسلحة المتقدمة ، لا يهابون الموت يقدمون أرواحهم رخيصة للوطن . تعاملت قيادة الجيش في إستعادة الفشقة فرطت حكومة البشير في الفشقة حتى تمدد الأحباش بعد توفير دولتهم العتاد والدعم اللازم فزرعوا وإستباحوا وقتلوا جنوداً ومزارعين ثم يتحدثون بعد كل ذلك أنهم مليشيات خارجة عن القانون . نحن نعلم ببواطن الأمور جيداً تماماً هم جنودُ رسميون ، ماذا فعلنا لكم حتى يغدر بنا جنودك ويقتلوا وينهبوا ويروّعوا الآمنيين ؟ هل هذا جزاءؤنا ؟ نستقبل لاجئين إثيوبيين منذ أربعة عقود ثم الدخول الحالي الذي فاق أكثر من ثمانون ألف لاجئ ؟ لماذا الرد بالأسوأ ؟ .
على إثيوبيا أن تعلم أنَّ السودان سيفرض سيطرته الكاملة على الفشقة مهما كانت الظروف وكيفما كانت سيدافع كل غيور على وطنه بدمه وماله يجب الأخذ في الإعتبار أنَّ الهجات لن تتوقف خذوها عني وسيسعون لذلك محاولة منهم للتوغل ظاخل الأراضي السودانية بغية تخويف سكانها ولكنهم تناسوا أنَّ الجيش السوداني لن يعرف الخوف منذ تاريخه ولكن ضِعف حكومة المخلوع أتاح لكم الفرصة في الإستزراع لعقدين ونصف تُصدّروا أجود أنواع السمسم الأبيض الأول عالمياً من أراضينا ، نحن نحب الشعب الإثيوبي ونعلم أنهم يُبادلوننا به ولكن هذا لن يثنينا للدفاع عن أرضنا بكل السُبل المتاحة فألأبقى أن تُحسم المليشيات المدعومة من حكومتهم فألحرب ليست في مصلحتنا جميعاً .
أثناء زيارتي الثانية للفشقة وكما الحال رأيت الجنود والضباط فرحين بالنصر وقوتهم وصلابتهم تذكرت حديث الشاعر فتح الرحمن الجعلي :
جندينا مشهور بالثبات
بالقوه والبأس الشديد
إن شفتو في الميدان يصول
تحلف تقول جبار عنيد
والحِكمه كان سقط الشهيد
يصبح بدايه وإفتتاح
لجيل جديد ويبقالنا عيد
الآن يحصد أهل الفشقة خيراتهم ، بعد ربع قرنٍ يتنفس أهل القضارف الصعداء وينهال الخير الوفير على البلاد . اللهم أحفظ بلادنا .