زاهر بخيت الفكي يكتب : الفلول هربوا..!!

0

متابعات/ الرائد نت

اعجبني جداً الكاريكاتير الذي نشرته الجريدة قبل أيام للزميل الرائع أمُبدي، والذي سأل فيه أحدهم الآخر ليه دايرين يعملوا مطار جديد، فأجابه قائلاً عشان القديم يخلوهوا للدهب.
أقرّ الأستاذ محمد سليمان الفكي عضو مجلس السيادة رئيس لجنة التفكيك المُناوب بهروب مجموعة من رموز النظام السابق، وكشف في مؤتمره الصحفي، بأنّ هروب عدد من المسؤولين المتهمين على ذمة قضايا بلجنة التفكيك معلومة حقيقية، مؤكداً أن اللجنة تجري تحقيقات حولها الأن، وأشار سليمان إلى أن اللجنة تتحدث كثيراً مع الأجهزة في كيف تم ذلك الهروب، منوهاً لإشكاليات تواجهها اللجنة والحكومة في عدد من المنافذ، ولفت إلى أنّ معظم الذين هربوا استغلوا منافذ تهريب الذهب، وردد الفكي بقوله “يجب أن يتوقّف هذا الأمر، ونحن نبذل جهداً كبيراً من أجل ذلك حتى نتمكن من منع بقية الموجودين بالداخل من الهروب.
من المؤكد أنّ بعضهم يا سليمان خرج عبر مطار الخُرطوم والذي ثبت بأنّه أحد منافذ تهريب الذهب والبشر أيضا، وخرجوا هؤلاء عبره على عينك يا تاجِر، ولم يُرهقوا أنفسهم بالذهاب إلتي تلك المنافذ البعيدة التي ذكرتها، وما من سببٍ يدعوهُم للرهق وركوب المخاطِر، طالما وجدوا من يُعبِّد لهم الطريق، ويشغِل عنهم عين الرقيب في المطار إلى أن تُقلِع الطائرة، ومن استطاع أن يُهرِّب سبائك الذهب بسهولة عبر المطار قادر على تهريب وحماية من يُريد الهُروب، وبالمال يا سيدي تُشرع الأبواب المُغلقة، وبه يُصبِح المُستحيل مُمكنا.


سئمنا من شماعة الفلول يا أخي وقد آلت إليكُم السُلطة بكاملها، والقانون بأدواته أصبح في أيديكم فلماذا لم تستخدموه لوقف عبث الفلول (إن) كان لهُم من وجودٍ في الدولة، بدلاً عن الخروج علينا في كُل صباح لتُحدثونا عن ما فعلوه بكم، وما وضعوه من عراقيل لتعطيل قطار الثورة، لقد هرب منهم من هرب وسيهُرب كُل من وجد إلى الفرار سبيلا، ولن يتوقّف الأمر بالتمني بل بالعمل الجاد، وبالغوص في المؤسسات الحكومية الحساسة وغربلتها من الشوائب، لا سيّما المطار والمنافِذ الأخرى، وإلّا فلن يبقى مطلوباً واحداً منهم للعدالة بيننا، وسيتسلّلون منّا ليلحقوا بمن سبقوهم.
قبل أن تسدوا ثغرات المنافذ البعيدة (العصية) عليكم، اجتهدوا في سد الثغرات التي لن تعجز أيديكم في الوصول إليها، في مؤسسات الدولة، واحكموا اغلاقها أمام سماسرة المكاتب والمُسلكاتية، واوصدوا الأبواب باحكام أمام صاحبي وصاحبك، وزميلي وزميلك، وافصلوا بين الخاص والعام، وارفعوا من قدر القانون، ليمثُل أمامه الكبير والصغير بلا استثناء للمُحاسبة، ومن هربوا لم تعُد لديهم سُلطات في أيديهم تُعينهم على الخُروج، ولا حصانة تمنعهم من الانصياع للقانون، إنّما استخدموا سلطات المرضى أصحاب القلوب الضعيفة الميتة واشتروهم بالمال لحمايتهم وتوفير الغطاء لهم، وهؤلاء بيننا، قطعاً سيُوفِّروا الحماية لغيرهم إن تركتموهُم أحراراً وفي أيديهم قلم السُلطة.
والله المُستعان.

اترك رد