محمد علي الجزولي يكتب : صراع المركز والهامش الحل في العدل لا التمزيق.
متابعات الرائد نت
كتب د.محمد علي الحزولي بتاريخ 16 سبتمبر 2019
( البحث عن العدل لا يعني التقسيم)
يمر السودان بحالة من الهشاشة السياسية والأمنية بسبب التشاكس والبعد عن التوافق السياسي الذي صنعته محاصصات قحت السلطوية هذه الحالة من السيولة جعلت الأصوات المنادية بتقرير المصير والملوحة بكرت الإنفصال ترتفع في تسطيح مخل لأزمة البلاد القديمة المتجددة ، إن ما تفتقده البلاد هو العدل والعدل هذا لا يفتقده هامش ويتمتع به مركز ويفتقر إليه جنوب وشرق وغرب ومتخم به الشمال والوسط بل العدل تفتقده الدولة كلها ، وفي معالجة عجلى مضت الإنقاذ في إقرار الفدرالية التي استفاد منها المستوزرون من أفندية الولايات وقادة إداراتها الأهلية وبقيت الطبقة الكادحة على ما هي عليه تعاني الجهل والمرض والفقر ، لقد كان الحكم الفدرالي بأجهزته التشريعية والتنفيذية زرائب لاصطياد قطعان المعارضين وشق الأحزاب وتكسيرها بل وشق القبائل وتمزيقها ، وما صرف على التوزير وإسكات المعارضين اكثر من ما صرف على إسكات الأصوات التي تئن من الجوع والمرض فأصبح الحكم الإتحادي مغنما لنخبة ما يسمى بالهامش مغرما على ميزانية الدولة الشحيحة والتنمية !! .
لقد انفصل الجنوب انفصالا كاملا لكن ما لقيه الجنوبيون من بني جلدتهم قتلا وسحلا وبقرا للبطون وقطعا للرقاب وحرقا للبيوت والأطفال أفظع من من ما لاقوه في حرب حركات التمرد مع الحكومة طيلة سنوات الحرب .
من الذي قال أن حال اهل النيل الأزرق ومواطنيها او الشرق او دارفور او جنوب كردفان سيكون أقل بؤسا من وضعهم الحالي إذا انفصلت عن الخرطوم .
إن أزمتنا ليست وحدة ولا انفصال
ليست شرق وغرب وشمال وجنوب
أزمتنا ازمة عدل والأصل أن نعمل على إقامة نظام عادل لأن الإنفصال قد يوقعك في شكل من الحكم أشد ظلما وقديما قالوا :
ظلم ذوي القربى أشد مضاضة من وقع الحسام المهند )