محمد حامد جمعة يكتب: الجندي محمد إبراهيم

متابعات/ الرائد نت

رغم ان في أسرتنا ممتحن وناجح وقد سعدت . وسعدت أكثر بتلك الملاحقة القلقة من والدي فتيقنت أن للأنساب أمشاج تمتد وتتجذر فيكون فرحك بإبنك بعض نبض الجد وربما أشد دفقا لدفع الدم في قلب المودات . فجددت المناسبة على حواف الفرح بعض أثار حزن لم يبارحنا وإن إحتلنا عليه بالبسمات وإنفراد الأنفس والمضي قدما للأمام . ورغم كل هذا أجد نفسي أضيف قبلة على رأس (هبة) استحقتها اسبغها عليك عزيزي الجندي محمد ابراهيم احمد التجاني التابع لقوات الدفاع الجوي الذي احرز نسبة ٩١.٤% وتفوق لان الفرح هنا به رمزية المثال وتجاوز الظروف ولان فيه فضيلة العزم الذي تجاوز مقيدات المهام كجندي وبيئة الإحاطة وتدابير التكاليف ولانه مثال على العصامية الناقلة صاحبها من سفوح الظرف لقمة أفق المستقبل ولانه فوق هذا مثال وعطاء من جمع حسنات الزود عن الأرض والعرض وخلطها بكفاح هزم الظلام بإستنارة طلب علا التعليم .
لقد بذلنا لأسرنا وصغارنا العون والسند وأقمنا رموش العناية عليهم فيما تقاسم (محمد إبراهيم) ساعات خلوته بين ترقب الظلام المفخخ بالطارئات وساعات البشارة بفجر النصر وصباحات النجاح . ربما كانت كراسته إستذكار فوق مسيل ماء من خندق ومراجعاته همس في (مناوبة) وساعات إمتحانه بعد (بلاغ) وأذن ومأمورية نقلته لمراكز الإمتحان من وسط طابور ورسومه دفعت من بين رمق راتب يتوزع بين ام وأخت وعزيز وتضامن مع دفعة .
مثال الجنود اهل العزم والطموح مثل هذا الفتي . يرسلون رسالة مفادها ان الشدائد تقوي متانة الأرواح في هجر المعاناة كما أنها تقول أن الإنسان الوفي لمطالع أيامه القادمات يتحرى حيثما ما يكون الرفعه لشخصه ومن يمثل بذاته او رمزية مؤسسته وقد صادفت عشرات مثل هذا الرجل أخرهم رقيب حاز على الدكتوراة بالقانون من (زالنجي) هاتفني قبل أشهر حينما وصل الخرطوم يطلب لقائي للتحية فأجبت دعوته لاجد نفسي أمام عسكري (عالم) وبه تواضع النابهين ومثله (صبري) جندي الشرطة الذي رافقته في قاعة درس يدخلها الناس بربطات اعناق والسن معجمة ويات هو (بشريط) ورداء البوليس الغامق ينافس ويناقش بالمراجع وإن تحرى الللبس المدني حضر تسبقه البساطة رغم انه اميز من يتحدث وأفضل من يحاجج . بمثل هؤلاء يصير للكفاح معنى وللصعود والتصعيد إستحقاق وللتكريم أعناق وجباه تستوجب التوسيم من ارفع المستويات .
الجندي محمد إبراهيم باسم كل أسرتي أهبك نجاح (هبة) وأفيض عليك بقبلة رأسها لانك قبلت أعظم سير الرجال وشرفتهم ومثلك يؤكد ان رحم الجيش لا يزال يحض على السبق وان الوطن بالفعل في سواد أعين شريفة .

التعليقات مغلقة.