جلسة حوار مع عبد الله عبد السلام “فضيل”

متابعات/ الرائد نت

الدراما رسالة سامية وهي بمثابة حارس بوابة المجتمعات ضد الغزو الثقافي في ظل الانفتاح الإعلامي الكبير الذي شهدته الدراما في عصرها الحديث.. وتكاد تكون الدراما هي الأسرع في توصيل رسالة الحرب والسلم والتنمية ولها التأثير الاكبر في حاضر ومستقبل الأمم… العديد من الشخصيات العالمية إنطبعت في ذهن المشاهد السوداني بالرغم من وجود عدد من الشخصيات الدرامية السودانية وتميزها بالآداء الإبداعي إلا أن الدراما السودانية لم تخرج من نطاق المحلية وتواكب مثيلاتها في بقية دول العالم… من خلال جلستنا مع الأستاذ عبدالله عبدالسلام (فضيل) في مدخل الحديث عن أهم المشاكل التي تواجه الدراما السودانية والدراميين في السودان نتعرف على الأسباب ونطرح الحلول علها تجد أذن صاغية وجهات راعية…والفنان هو الذي تقع على عاتقه معالجة قضايا المجتمع ومشكلاته.

وبالرغم من شخصية فضيل الكوميدية صانعة الضحكة والإبتسامة في ظل البؤس والظروف القاسية التي يمر بها الشعب السوداني لم يتوقف فضيل عن فنه. ورسالته ظل يحمل هموم ومشاكل الوسط الفني نتعرف على ذلك من خلال التصريحات التي أدلى بها فضيل لصحيفة أخبار اليوم.

الأستاذ عبدالله عبدالسلام يقول:

متمسك بشخصية فضيل ولن أتخلى عنها

يجب أن تهتم الدولة بالدراما وتخصص لها رأس المال اللازم

الرسالة الفنية لاتتوقف ولو كانت الحرب قائمة

ماهي البطاقة التعريفية لعبدالله عبدالسلام؟
أنا عبدالله عبدالسلام الريح من مواليد حلة العمراب منطقة المحمية السقادي غرب بولاية نهر النيل ، تاريخ الميلاد ،7/3/1973متزوج وأب لخمسة أطفال.
حدثنا عن اكتشاف موهبتك الدرامية وبداية العمل عليها؟
يرجع الفضل في اكتشاف موهبتي التمثيلية إلى الأستاذ علي سليمان المنصوري من منطقة المناصير منذ الصف الثالث الإبتدائي حيث كان يلاحظ لمواهب الطلاب داخل الفصل ويضنفها إلى الغناء والشعر والتمثيل وكانت ضربة البداية منذ ذلك الوقت بالإضافة للمشاركة في الجمعيات الأدبية.

ماهو أول عمل فني قدمك للجمهور؟
أول عمل كان مسرحية( آه ونص) من تأليف الأستاذ عبدالرحمن المهدي له التحية وهو من تعلمنا على يده التمثيل وكانت من إخراج عبدالمنعم عثمان كانت المشاركة مع فرقة الأصدقاء المسرحية في العام 2005 إبان الخرطوم عاصمة الثقافة.

وجدت شخصية فضيل قبول كبير ونسبة مشاهدة عالية لدى المتلقي السوداني ماهو السر في ذلك؟
القبول هو من الله سبحانه وتعالى ولكن بساطة الشخصية وبساطة المفردة هي التي صنعت شخصية فضيل في ذهن المشاهد وحتى الأطفال تأثرو بشخصية فضيل وإن كان تركيزهم على الحركات التمثيلية أكبر وأطفال اليوم لديهم وعي كبير جدا والمعلومات متاحة لهم بصورة وهذا الشيئ يتطلب من الدراميين إنتاج محتوى يهتم بشريحة الأطفال و أقل تقدير ألا تؤثر الدراما سلباً على سلوكهم.
ماهو سبب إختيار شخصية وإسم فضيل الذي طغى على إسمك الحقيقي؟
بداية إختيار إسم فضيل كانت في أفراح النيل في سلسة حلقات من إنتاج الأستاذ جمال عبدالرحمن الموهبة الدرامية الفذة وهو من المنتجين الكبار في السودان رد الله غربته ونرسل له التحية عبر الأسافير ونتمنى أن يتراجع عن قرار الإعتزال ويعود للوسط الدرامي… منذ ذلك الوقت وجدت شخصية القبول من الجمهور واستمرت سلسلة الحلقات وهذه كانت بداية انطلاقة شخصية فضيل الذي طالب بها الجمهور وقتها.

ماهو رأي عبدالله فيما يقدم من دراما الآن من حيث المحتوى ومن حيث المواكبة؟
قبل الحديث عن المحتوى من المفترض يتم تقديم الشكر وترفع القبعات لأي شخص أنتج دراما لأنه في الوقت الحالي لاتوجد وزارة أو دعومات من الدولة او شركات القطاع الخاصة للإنتاج الدرامي كل الدراما المنتوجة الآن هي عبارة عن مجهودات شخصية فقط ولإنعدام رأس المال الحقيقي لصناعة الدراما في السودان يكون التقييم على أساس الأفضل والأسوأ فيه هضم …لحقوق الآخرين فالمحتوى الموجود الآن به الوسط والجيد والسيئ .

برأيك ماهي المشاكل التي تواجه المبدعين والدراما السودانية لتصل للعالمية؟
الدراما أصبحت صناعة لها شركاتها والاتها وأدواتها الخاصة التي تحتاج لرأس المال وإذا لم يتم تخصيص شركات لصناعات الفن لن تتقدم الدراما السودانية خطوة واحدة الى الأمام .. عندنا في السودان يحدث العكس يبحث الدرامي عن الراعي ويحاول إقناعه ومايحدث في العالم أن الفنان هو الذي تبحث عنه بيوت الإنتاج…
ماهي الرسائل التي يوجهها استاذ عبدالله للمسؤولين عن الفن والثقافة ولزملاء المهنة؟
رسالتي لزملاءي أقول لهم إستمروا في آداء رسالتكم والظروف ليست عذر للتوقف عن آدائها فالذي لديه رسالة بقدمها ولو كانت من داخل المعركة وأمامنا أمثلة ماثلة لذلك الفنان الفاضل سعيد المدرسة الفنية والذي كرس حياته من اجل المسرح ومازالت خالدة حتى الآن..
البعض يقول أن شخصية فضيل نمطية وثابتة وإنك متمسك بإسم وشخصية فضيل في كل الأدوار ماذا تقول في ذلك؟

الشخصية النمطية ليست عيب والشخصية هي التي تخلد في ذهن المشاهد على المستوى المحلي هنالك العديد من الشخصيات النمطية مثال شارلي شابلن ومستر بين ولدينا أمثلة عديدة على المستوى المحلي الفاضل سعيد ، ود ابقبورة وأبدليب وتور الجر والحاج متذكر وغيرا من الشخصيات فأنا متمسك بشخصية فضيل ولن أتخلى عنها ، هنالك عدة نماذج عملت بها خارج نطاق شخصية فضيل لم تجد استحسان وقبول من الجمهور مثل فيلم الزينة الذي مثلت فيه دور القاتل، وشخصية فضيل تختصر لي الطريقآداء رسالتي الفنية.
برأيك ماذا ينقص الدراما السودانية لتواكب العالمية؟

الإنتاج ثم الإنتاج ثم الإنتاج لابد للدولة أن تتبنى الدراما لأن الفن أصبح صناعة وعالم من الإستثمارات تجمع له رؤوس الأموال وإذا أخذنا كمثال مدينة الإنتاج الإعلامي بجمهورية مصر العربية تأسست كمشروع استثماري بخطة إرجاع رأس المال في مدة زمنية لا تتجاوز ال خمس وعشرين عاماً ونجح المشروع واستعادت المدينة رأس المال في أقل من نصف المدة الزمنية المحددة … وإذا لم تبادر الدولة بالإستثمار فالقطاع الخاص لن يقدم على الإستثمار في المجال الدرامي.

ماهي رؤيتك لتطوير وبناء الدراما السودانية؟

أولاً يجب على الدولة أن ترعى المبدعين فالمبدع السوداني يعاني اشد المعاناة في السكن وتعليم أبناءه وأبسط مايفترض أن تقدمه الدولة للمبدعين هي أن يتم تخصيص مرتبات لهم وعبركم أوجه رسالة لوزارة الثقافة وأقول من باب الوفاء لأي مبدع سواء كان فنان او رسام أو درامي او شاعر تخطى سن الستين أن تخصص له الدولة مرتب يجعله يعيش حياة كريمة.
الفرق بين شخصية فضيل وشخصية عبدالله داخل الأسرة ومحيطه الإجتماعي؟
أحياناً أدخل في مواقف صعبة جدا نتيجة للتناقض الكبير بيني شخصيتي الحقيقية وشخصية فضيل داخل محيط أسرتي وخصوصاً دور الأب في التربية يتطلب نوع من الجدية والصرامة والقدوة وكثيراً مايطغى التعامل مع شخصية فضيل على الشخصية الحقيقية ولكن بالممارسة وتعويد الناس على ذلك استطعت أن أتجاوز الفوارق وامارس طبيعتي في المنزل والمجتمع.

موقف في ذاكرة فضيل؟
من المواقف الطريفة كنا في إحدى قرى مدينة سنار وعلقنا في القيف قرب (البحر) وكان الوقت بعد منتصف الليل في إنتظار العربة لمغادرة المكان وسمع احد المزارعين صوتنا واتى إلينا مسرعا وقال (مالكم ياناس المقعدكم زي الوقت ده شنو في البحر ) واحد من الناس المعانا قاليو نحنا ناس فضيل الممثل قاليو (وينو النعلو ده) والراجل ولع البطارية في وشي وقالي فضييل؟!!! قلتا ليو آي قاليهم (علي الطلاق بنضم زينا واحد!!!!

ماهو أقرب عمل فني لفضيل؟
كمسرح مسرحية آه ونص لأنها قدمتني للجمهور وفيلم قيدومة كان أول بدايات الظهور لي على التلفزيون وأخيراً مسلسل تلاتة في حبل لأنه يعالج قضايا عميقة متجذرة في المجتمع في قالب كوميدي.

ماذا يتمنى فضيل على المستوى الشخصي؟
أتمنى أن يتم إنتاج أفلام سودانية تبين عادات وتقاليد السودان بي بيئاتا المختلفة ونحن من أغنى دول العالم بالفنون الآدائية والإستعراضية والسودان من أغنى الدول بالإيقاعات والتراث ،، لدينا أكثر من ثلاثين إيقاع وأتمنى أن يجد الفن الدعم اللازم ونبرز إمكانياتنا وتراثنا للعالم..

كلمة أخيرة لجمهورك وزملاءك؟
أتقدم بالشكر لصحيفة أخبار اليوم ولكم لزيارتكم وتشريفكم لنا وأقول لجمهوري أنتم الوقود الذي به نعمل ونتطور وبحبكم ودعواتكم لنا نحن مستمرين ولولاكم ماكنا وأبوابنا مفتوحة لكم على صفحة الفيس بوك واليوتيوب نرحب بكل الآراء والمقترحات ونقدم دعوة لكل المبدعين كتاب السيناريو للتعاون والتواصل معنا.. رسالتي لزملاءي الفنانين أقول (أبقو عشرة على القضية ولاتجعلو الظروف توقف رسالتكم) ونسأل الله الرحمة والمغفرة لزملاءنا الذين توفاهم الله .

الأسر السودانية ضعيفة الإهتمام بمواهب ومهارات الأطفال ماذا تقول في ذلك؟

نعم نحن كشعب سوداني ثقافة الإهتمام بتنمية مواهب الأطفال ضعيفة جدا ولا يكون ذلك إلا بمحض الصدفة من أصحاب الخبرة والتجارب في المجتمع فرعاية مواهب الأطفال تساعد في تطوير وتقوية شخصية الطفل ونتمنى من الأسر السودانية تلاحظ مواهب الأطفال وتقدم لهم الدعم وتوجها في الإتجاه المناسب.

إعداد : رجاء مصطفى الكامل

التعليقات مغلقة.