ياسر الفادني يكتب: نذرُُ عليَّ أن أعصر الخدين في العتبات
الخرطوم/ الرائد نت
الشعراء يتميزون بأن لهم موجات عارمة من الشوق العنيف وهذه العبارة مباحة لأصحاب القريض والبوح الكتابي ، عنف داخلي يقود إلي مبتغي فيه النبض الراقي وفيه الذهن المتفتح وفيه العصف الإبداعي الجميل السلس الذي يخرج قصيدة عصماء تمور فيها المتردافات العذبة والجمل التي تخرج كما (سمفونية ) فيها حلاوة السهل الممتنع ! وطلاوة اللحن اللفظي المفعم بالتمني وتتخذ شكل البعد الثالث في النظم الشعري ، الحضور الشعري والكلمة الراقية الجاذبة ورنين جرس المفردات الجذلة
نذر علي إن وصلت ضريحه ….لوقفت في باب الهدي متوسلا …لصرت في ذاك المكان طريحا حتي أختم بالقبول واغسلا ، بيت شعر أنشده المادح وعاشق النبي صلي الله عليه وشاعر المديح المتفرد الشيخ خالد المصطفي طيب الله ثراه ، هذا البيت من قصيدته في مدح الحبيب كتبها واداها المادح صاحب الصوت الرنان المفعم بالحب للحبيب المادح الشاب عبده شرف
هذا البيت تجلي فيه الشاعر كتابة وشوقا وحبا لزيارة خير الأنام بعد أن يعصر خديه في عتبة مرقد الحبيب وما أجملها من لحظة فيها نبرة السلام ، لمن يسلم ؟ إنه يسلم للضياء ويسلم للنور ويسلم لأفضل من ولدته إمرأة على وجه البسيطة ، لمن يسلم ؟ يسلم على الذي وضع مدرسة في التخلق والأخلاق والسيرة العطرة الطيبة
الشيخ خالد المصطفي هو صاحب مدرسة العاطفة بوحا ، والكتابة المتجددة والمتاججة عاطفة في حب ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم كيف لا؟ وهو الذي يصر على الوقوف متوسلا أمام باب المصطفي ويصر علي أن يمكث في دار الحبيب ساكنا وطريحا حتى يختم حياته أمام هذا المكان الطاهر ويغسل هناك ، يا له من حب شفيف ، ياله من وله عجيب و ياله من عاطفة قوية
هذه القصيدة التي تعتبر من متون الشعر السوداني في مدح الحبيب سيد البشر ، أكثر فيها من عبارة نذر علي بغرض التأكيد وبغرض الإصرار وبغرض عرض الحال العاطفية خرجت بعد أن اضاءت في داخل القلب ليخرجها بصورة أقوى إضاءة ونورا ، نذر علي إن وصلت لحييه ما لامست أقدامي النعلات ولبست في الجلباب أحسن زيه والطيب ينفح والرضي وحجلات ، الله الله على النبض الجميل ، الله الله على الوصف العجيب ، الله الله علي حتى حب المكان الذي عاش فيه الحبيب ومات فيه
نذر علي إن وقفت ببابه لخفضت من صوتي ومن إجهاري وأطرقت بالابصار مثل صحابه متلمسا رضوانه والباري ، في هذا البيت يجسد العاشق للجناب المحمدي الشيخ خالد المصطفى حاله وقوفه أمام قبر المصطفي ادب جم ، إخفاض للصوت إحتراما وتبجيلا، إطراق للبصر تعظيما ويمثل نفسه متقمصا بصدق حال صحابته الأجلاء رضوان الله عليهم كيف لا ؟ وهو يحفظ جيدا قول من يعشق ونعشق نحن بشدة عندما قال ( إن اصحابي كالنحوم بمن اقديتم اهتديتم )
قصيدة نذر علي ختمها هذا العاشق بآلاف الصلاة علي صاحب الجناب العالي الذي لا ينافسه أحدا من البشر في هذه المكانة ، هذة القصيدة أداها المادح عبده شرف صاحب الصوت المآسي مدحا وصاحب الظهور الأنيق، الاثنان الشاعر والمؤدي ، القاسم المشترك بينهما هو عشق الحبيب، الأول صاحب مفردات عجيبة سخرها في مدح الفاضل والثاني عبر عن حبة بصوته الشجي العذب
قصيدة يجب أن تقرأ ويجب أن تدرس ويجب أن تبحث نقدا ومفردة رشيقة ، نذر هذا الشيخ وقد أوفى ، ثم رحل عنا تاركا مكتبة ضخمة من عسل المديح السوداني مجددا له ، لك الرحمة والمغفرة بقدر ما قدمت ، وربنا يحفظك أيها الشاب الخلوق المادح عبده شرف ، هذا شراب في حب المصطفي يجب أن يحتسي كل لحظة وصلوا على الحبيب ، إني من منصتي أنظر أمامي… حيث لا اسمع الآن….إلا النذر الصادق .
التعليقات مغلقة.