ياسر الفادني يكتب: غايتو إحلنا الله !
الخرطوم/ الرائد نت
ما يحيرني وما يجعلني أشتط غضبا كل حين حالة هذه البلاد ومن فيها ، حالة( اللت والعجن) التي نراها في وضع هذه البلاد التي أصبحت هاملة ومطلوقة ، لا أحد نراه الآن يلجم الحمار (العاير) !! ولا يوقف السيل المندفع الذي يحمل من يلاقي إلى المصير المجهول ، فولكر يطيح فيها لعبا وخطلا هنا وهناك ، بدأ أسلوبا جديدا في اللقاءات التي لا فائدة منها إلا الظهور في الشاشات و هطول مطر المغردين (بدون براق) !! ، فولكر يلتقي بالسفير الياباني ويحكي له حكايته المكررة التي تشبه قصة الرجل الذي كاد أن يفتك به التمساح ومل من تكرار الحكي كل ماقدم إليه شخص و تعب من كثرة السؤال و أخيرا سجلها في مقطع صوتي يشغلها لكل من يأتيه ليتشمر ويعرف الحاصل !
العسكر بعد أن إنسحبوا من المضمار السياسي صاروا يلبسون النظارة السوداء ويقفون بعيدا ويراقبون وتارة ينزلون النظارة من عيونهم ويرفعونها سريعا لعدم رضاءهم عما يحدث من مشاهد في الواقع الخالي من المتفقين علي كيف تحكم الفترة الانتقالية بواسطة المدنيين التي يلهث لها الشارع وفولكر والالية الثلاثية التي في وضعية المعاش الإجباري ويلهث إليها الترويكا والالية الرباعية والشيخ الطيب الجد ومناوي ومن معه وسماسرة المركزي!
هذه البلاد أصبحت تجارة رائجة للسفراء كل يوم نسمع في الأخبار السفير الامريكي أو البريطاني أكثر من قيادات الدولة الحاكمة والوزراء و الولاة المكلفين ، بلد أصبح التمساح لا وجود له !! وصار( الورل) يقدل فيها ويرقص رقصة الزنق على أنغام وغناء قونات الضفادع ، السفراء هنا قد تجاوزوا حدودهم الدبلوماسية تماما وتخطوا كل الخطوط الحمراء الدبلوماسية وضربوا كل الأعراف الدولية التي تحدد مهمة السفير
لأول نقرأ في القاموس السياسي أن فترة حكم إنتقالية لا تحدد نهايتها قراناها في القاموس المحبط لهذه البلاد ، فترة إنتقالية التي كل مرة تتخذ شكلا جديدا وتتلون بألوان مختلفة ، فترة إنتقالية بدأت بشراكة ليست ذكية بين العسكر ونخبة مدنية ظهرت حين غفلة من فوضها لا ندر ؟ ، كتبوا وثيقة لا طعم لها ولا ولون لكن لها رائحة تزكم الأنوف ، حدث بينهما طلاق بائن بينونة كبري وانفرد العسكر بالحكم وتركوهم يقلبون أكفهم علي ما حكموا فيها وأصبح ما كتبوا في ضرب المجهول والغباش السياسي
ثلاث سنوات لا نستطيع أن نفسر حال البلاد السياسية إلا حال الخواء السياسي وعدم الرشد وعدم التعقل ، يمكن أن نصف حالنا أننا رضعنا لبن الإختلاف من ثدي عدم الوطنية ، إني من منصتي أنظر أمامي….حيث لا أرى الآن…. إلا المواطن السوداني ، يكوع يديه ويضعها على خديه من (التِمِحِن) و الحيرة القاتلة !! ويقول : ( غايتو إحلنا الله ) .
التعليقات مغلقة.