عائشة الماجدي تكتب: سلسلة أيام في سجن النساء (1)
متابعات/ الرائد نت
كنت على وصول من سفرية قادمة من قاهرة المعز ،وصلت مطار الخرطوم على صباح متأخر جداً أنتظرت وصول متعلقاتي الشخصية ووقتها راوحت الساعة على العاشرة صباحاً تواصل معي الدكتور علي الشائب بزمن جلسة على الساعة الثانية عشر في محكمة المعلوماتية أجبته سوف أكون هناك بإذن الله في الزمن المحدد وقتها كانت سيارتي تقف في بارك المطار إبان أيام سفري أتاني رجل كريم من صالة الوصول يحمل أغراضي وضعتهم في( ضهرية السيارة ) وشكرته.. وعبرت دخلة شارع المطار ناحية صالة الفاتح بشارة متجه على الخرطوم 2 حيث مقر المحكمة وقد شارف الزمن على الحادية عشر والنصف بعد دقائق دلفت مباشرة علي قاعة المحكمة بدأت الجلسة وتم النطق بالحكم وهنا دعوني أتجاوز الحديث عن الموضوع في الأساس وعن الحكم وعن كل التفاصيل التي حدثت وعن مجريات القضية من الأصل جاء قرار المحكمة بشطب التعويض وتنفيذ شهر سجن وأحدهم مع وقف التنفيذ …
رفعت رأسي أتفرس في الحضور الأهل والقبيلة والأحباب ومررت مع العسكري على عتبات السلم يزعجني صوت ( حذائي ذو الكعب العالي )
أعتذرت للعسكري المهذب ياخ حذائي مزعج لكن أعذرني أنا جايه من المطار على المحكمة مباشرةً !!!
أكملت معه إجراءات الترحيل إلى السجن وأكمل أحد العساكر الموجودين ترتيبات نفسه للذهاب بي ..
على يمين القاعة وداخل المحكمة يوجد محل شاي وقهوة عن سيدة لطيفة …
طلبت منها شاي علي عجالة ومازحتها في سكر بزيدو ليه سكر بعدها ذهبنا على طريق السجن وأنا في كامل هندامي وتفاصيلي المعهودة كان لدي إرتباط بالخارج في معاملة خاصة أمسكت بهاتفي حولت مبلغ مالي يخصها وبعدها أجريت مكالمة مع ناس البيت وإتصلت بغفير مكتبي لأبلغه بسجني وأيضاً هنالك شخص له عليّ دين أتصلت به وقلت له عبارة واحدة ( أتسجن واجي أحلك قروشك يا عم )
بعدها وصلنا بوابة سجن نساء أمدرمان ذلك العالم المتناقض في كل شئ ( سوف أحكي عن السجن في المقال القادم )
على بوابته هنالك حراس السجن شابان أظنهم من درافور الحبيبة تحدث معهم العسكري أن هنالك نزيلة جديدة ..
بعدها ترجلت أنا من العربة وطلبت فتحت خلفية سيارتي الخاصة لأرتدي زياً يليق بالسجن فتحت شنطة مغلفة إنتشلت منها عباية وشبشب زاحف وأرجعت خصلات شعري التي كانت مسدلة على أطراف عيوني إلى الخلف وبعدها اغلقت تلفوناتي الخاصة و أخذت معي من ( طِيب وعطور مصر ) وسلمت مفتاح العربية لأحد المرافقين وإدارة السجن حتى تصل أسرتي ..
في الباب تغامزن عليّ سيدتين مليحتي الوجه عبرت منهم بإبتسامة وأنا على شرفة مكتب الضباط نادتني ضابطة وسيمة.. فارعة القوام فاقع لونها تسر الناظرين نادت عليّ بصوت مخنوق عائشة الماجدي أجبتها بغرويدة راضية أيوه
أردفت ( تتمتم في الكلام ) مالك أجبتها
وأضع يدي على خدها جيتكم مسجونة ما تزعلي ياقلبي في نفس اللحظة ضابطة برتبة النقيب تنهض من الكرسي وهي في كامل أناقتها وأناقة أهلنا الشوايقة تردد بت الماجدي معقول قولي يالطيف أجبتها أنا حاليا نزيلة عندكم أمسكت بقلمها تشخبط بحزن علي التربيزة التي أمامها بعد دقائق إمتلأت ساحة مكتب الضباط ناوشتهم عسكرية حاسمة أمشوا يابنات يلا …
ذهبنا إلي مكتب مدير السجن وبمعيتي ضابطة نقيب وعسكري والمحامي وآخرين هنالك إستقبلتنا السيد العقيد / حياة جبريل بإحترام ونبل غريب وأثناء خروجي من مكتبها أتت نزيلة نحيفة القوام بهية الملامح تسأل عسكري صول ( البت الجابوها دي عندها شامة ) سمعتها وبجانبي المحامي علي الشائب أجبتها للفور أي وأنا ذاتو عائشة الماجدي صرخت بصوت عالي كوووووووور علي مهرت هي دموع سريعة وكفكفت نفس الدموع بتوب ترتديه بعدها ودعت المحامي وكل الذين كانوا معي وبصحبة عسكري ذهبت إلى المكان الذي خصص لي وطلبت فنجان قهوة وكتب ومجلات ….
وغداً نواصل أيام في سجن نساء امدرمان…
التعليقات مغلقة.