ياسر الفادني يكتب: سيناريو قادم

الخرطوم/ الرائد نت

المبادرة التي أطلقها الخليفة الطيب الجد والتي ظهرت ثمارها قبل يومين بقاعة الصداقة أتمنى أن تكون لذة للآكلين من العسكر ومن السياسين وكافة أطياف الألوان المجتمعية والدينية ، لكنها سوف تجد كوابح ومسبطات برغم التفاعل المجتمعي والسياسي الكبير الذي وجدته وهي حتى الآن بالقراءة السياسية الحصيفة الأولى بلا منازع ، المبادرة لم يتبق لها إلا الدعم من قبل مصادر القرار الحاكمة

الحرية والتغيير جناح التوافق الوطني دخلوا مضمار العصف السياسي بترتيب مايسمى بالإعلان الدستوري والذي عكفوا عليه وسوف تخرج مبادرتهم في العلن قريبا ، مبادرتهم تضم بعض الذين عزفوا عن الانضمام لمبادرة الطيب الجد منهم طرق صوفية أمثال الشيخ الياقوت والعركي ومنهم بعض القيادات الأهلية وجهات سياسية أخرى وحركات مسلحة معظمها موقعين على إتفاقية جوبا

المبادرة الفرق بينها وبين أهل السودان أن مبادرة التوافق الوطني كانت رد فعل لمبادرة نداء السودان ومحاولة كسب أرضية في المشهد السياسي وعدم التغييب ، الأولى لها إجماع كبير ، لكن في الميزان السياسي الإلكتروني الحساس أن الإجماع والحشود لا تكون مقياسا حقيقيا للقبول ، المقياس الحقيقي هو الإنتخابات ، ولعل التجارب السودانية في تعدد طرق الحكم وقبوله خير دليل لذلك ، البشير لم تنفعه الحشود بعد أن سقط والحرية والتغيير لم تنفعها الحشود التي ظهرت لتاييدها بمجرد إستلام الحكم ولم تنفعها عندما سقطت في الخامس والعشرين من أكتوبر المنصرم

مايحيرني أن هنالك جهات وشخصيات كانت أصيلة في مبادرة الطيب الجد بل دخلت ممثلة في معظم لجان الترتيب ودخلت مرة أخرى في مبادرة التوافق الوطني بحجة أن لها تفاهمات سابقة قبل مبادرة الشيخ الطيب الجد لكن هذا أعتقد أنه سبب غير مقبول فالسياسة صدقها في المبدأ الراسخ والثبات عليه فاسلوب مرة مع هؤلاء و مرة مع أولئك يعتبر نوع من الخطل السياسي ، هذا غير صحيح وغير مقبول ، حتى ولو حضروا وانسحبوا !

جناح الحرية والتغيير التوافق الوطني ربما يكون بين مبادرة الطيب الجد ومبادرتهم تفاهمات بتقريب وجهات النظر والتوحد في إطار واحد بشرط موافقة القطب الكبير والذي حتما يؤثر فيها سلبا أو إيجابا والذي كان رأيه في مبادرة نداء السودان القبول ظاهرا لكن اتبعها بعلامة إستفهام تدل على رفضه لها باطنا !

الحرية والتغيير المركزي هو أيضا سوف يطرح إعلان دستوري قادم أهم بند فيه هو إزاحة الانقلاب العسكري الذي أقصاه من الحكم كما يوصف ، هذا الإعلان يدعمه بعض النخب السياسية التي ليس لها وزن وبعض الناشطين والجهات ذات البالونات المنتفخة هواءا مثل اللجان التسيرية المصنوعة ، فولكر يدعم هذا الإتجاه وبقوة برغم أن هؤلاء اوقعوه في حفر كثيرة لكن لم يتعظ أقربها أن اوعزوا له بأن لايحضر فعاليات مبادرة نداء أهل السودان وصنعوا له برنامجا باهتا أثناء الجلسة الافتتاحية لفعالية نداء أهل السودان ، أعتقد انه لايعرف القراءة السياسية السليمة لوكان حاضرا لأخذ بعضا من حياد حيث لا حياد له ، برغم أن ماتوصل له أهل نداء السودان فيما يتعلق بالبعثة الأممية هو تصويب مهمتها وعملها فقط وأقول : (دقس) فولكر لأنه باري من ليس لهم رأي صائب وجعلوه بعدها يتجول في مولات الخرطوم ولم يجد إلا (كاتشب) الطيب وعدس الطيب وطحنية ودكوة الطيب !

لا أعتقد أنه يمكن مواءمة إعلان المركزي والتوافق الوطني لأن بينهما صراع قديم يشبه صراع (الضرات ) ، المركزي مرفوض من قبل العسكر إلا إذا حدثت تدخلات من القطب الأحادي الكبير ودول خارجية بعينها من أجل إجهاض مبادرة نداء السودان التي ترفضها الحرية والتغيير المركزي باعتبارها هي تدوير لحكم النظام السابق

المطابخ التي تعمل الآن على إخراج طبخة سياسية مدنية يبدو أن نارها خافتة تارة تنطفيء بعواصف تأتي من قريب ومن بعيد وتارة تشتعل بدرجة متوسطة الطبخة سوف تحتاج إلي زمن طويل وهذا ليس في مصلحة هذه البلاد ، لست متشائما لكن يصعب الآن الاتفاق بين الفرق الكثيرة بسبب إنعدام الرشد السياسي وعدم وجود أهل التعقل والحكمة

سوف تسير البلاد إلى وضع أسوأ مما كانت عليه في مقبل الفترة القادمة وتزداد المعاناة من يملك الحل ؟ من يملك الحل هي القوات المسلحة التي اوكلت الأمر للمدنيين للتوافق ولم تقصر وهذا لعمري لا يحدث وإن حدث سوف يكون مصنوعا ومشوه في الصورة وفارغ في المضمون . فيجب أن تتدخل القوات المسلحة بأسرع ما يمكن وإلا فالطوفان قادم .( إني من منصتي أنظر …حيث لا أرى الآن….. إلا التفرق والتشرذم والضياع ).

التعليقات مغلقة.