حسين خوجلي يكتب: رجاءً لا تطالعوا هذه القائمة المتوحشة
متابعات/ الرائد نت
لا يختلف اثنان بأن الشعب السوداني عُرف عبر التاريخ بولع تلقائي صوب التدين والتوحيد ومكارم الاخلاق، ويكفي رماة الحدق شرفاً أنهم قبلوا بالاسلام شجاعة وقناعة بغير قتال. وعُرف السودانيون بين كل الشعوب برباطة الجاش ومغالبة الذل، والاستعمار القديم والجديد. ورغم اختلاف الألسنة، والسحنات والطبائع فإن الألوان عندهم لا تتخاصم، وكل جيراننا من الأقارب والغرباء يؤكدون بأننا شعب ذكي وطيب متسامح، ولكن ما يزلزل هذه المنظومة القيمية بفاضائلها المطبوعة ومزاياها، هذه النازلة الشيطانية المتوحشة تلك التي ضربت هذا الشعب المسالم، فأحالت الحب إلى كراهية، والكرم إلى سؤال، والاجتهاد إلى اجترار، والعزيمة إلى خَوَر، والمنهج إلى جهالة، والاستقرار إلى هجرة، والعذوبة إلى عذاب.
وصار الشعب الذي عرف بالحكمة، صار مؤخراً يتسولها عند الصليبيين والصهاينة، وأهل التخابر وتجار البشر والموارد، وصناع الفتن، وحارقي الشعوب، والأمثلة تسد السبل والطرقات. وسبب كل هذا في اعتقادي الخاص يعود إلي القائمة الملعونة التالية التي نصم بها بعضنا البعض صباحا ومساء:-
- فالاسود في سلوكنا عنصري.
- والابيض حلبي بالاستدلال بأن الحمرة أباها المهدي.
- والأسمر من النخبة النيلية المتهمة.
- فالسوداني الذي يؤمن بالإسلام دينا ودولة تاجر دين.
- والسوداني الملتزم بعقيدته متخلف.
- والسوداني الرافض لظلم الاستكبار العالمي وأنظمته إرهابي.
- والسوداني الذي يعقد أواصر السلف بالخلف متزمت.
- والمواطن صاحب الإنتاج والثراء الحلال وعرق الجبين طبقي وفاسد.
- والاشتراكي صاحب الدعوة لتطبيق العدالة الاجتماعية ملحد.
- والمواطن ابن البيت العريق والنسب الشريف متعالي.
- والمواطن البسيط ملح الأرض من الدهماء.
- والمواطن ذو الإرث التاريخي طائفي.
- والمواطن ابن الطريقة والتصوف شاطح .
- والمواطن صاحب الدعوة للتجديد والتجريب علماني.
- والفنان صاحب الابداع صائع.
- والشاب المتطلع صوب الجديد حالم.
- والمواطن القنوع الزاهد ذليل.
- والمرأة المحجبة رجعية.
- والمنقبة متنطعة.
- والمرأة المتطلعة فاجرة.
- والفتاة الجريئة الحية سليطة.
- والسياسي المنفتح على العالم عميل.
- والسياسي المرتضي بالداخل عليل.
- والحكيم صاحب المبادرة باحث عن المال الشهرة الزائفة وأتون المؤامرة.
- والقائد صاحب الرتبة مخاتل وقاتل.
- وصاحب النصيحة سافل.
- والصحفي صاحب القلم الحر مرتزق.
- والشاعر الموهوب مجرد ماسح جوخ عند بلاط الوالي والمرابي.
- والعالم الفقيه مفتي سوء وعالم سلطان.
- والعلماء أصلاء في نقابة الصمت واللا قدوة.
- والأطباء مرضى بلا أسرة، ومصابون بلا جراح، ومجهولون بلا مقابر.
- وأحزابٌ بلا قادة وبلا برنامج وبلا منابر.
فإذا كنا بكل هذا السوء المتداول في مجالسنا، وصحفنا ومواقعنا الإلكترونية، فاسمحوا لنا بنشر اعلان عالمي بأننا أرضٌ بلا شعب وشعب بلا قادة وقادةٌ بلا ضمير.
والسلامْ
التعليقات مغلقة.