ياسر الفادني يكتب: البرهان.. جاتك مَدَردقَة

الخرطوم/ الرائد نت

سياسيون كبار وشيوخ طرق صوفية ورموز مجتمعية وشباب ومراة ، إختلفت ألوان أطيافهم السياسية ، من مناطق مختلفة أتوا ، حلوا ضيوفا على سجادة البادراب ، إنداحوا صلاة و ذكرا في محراب مسجد الخليفة بمدينة أم ضوا بان ، همهم كان هذا الوطن ، همهم كيف الخروج نحو وطن يكون معافى تسود فيه روح الوطنية والرشد السياسي والتعقل الناضج ولعل التاريخ أعاد نفسه مرة أخرى ، مثلما كانت البداية لحصار الخرطوم من هذه المدينة الطاهرة آنذاك الآن تخرج من هذه المدينة مبادرة نداء أهل السودان من أجل الوطن والإصلاح

مبادرة نداء أهل السودان التي أطلقها الشيخ الطيب الجد الزعيم الصوفي المعروف وخليفة سجادة السادة البادراب ، هذه المبادرة التي إصطف حولها عدد كبير من الأحزاب السياسية ورموز من الطرق الصوفية وزعماء القبائل وعدد من الوطنيين المستقلين ، أعتقد هي أول مبادرة تطلق للتوافق الوطني الشامل الذي لا يستثني أحدا من أجل الوصول إلى صيغة واحدة تحكم ماتبقى من الفترة الإنتقالية بعد خطاب البرهان الذي أعطى فيه (الجمل بما حمل) للمدنيين !

بالأمس إنعقدت الجمعية العمومية للهيئة التنسيقية العليا للمبادرة برئاسة الشيخ الطيب الجد في منظر فريد منظر يعبر عن عشق لهذا الوطن ويعبر عن التدافع نحو الإصلاح والتوافق من ضمن الحضور الأمير عبد الرحمن الصادق المهدي والشيخ الكباشي والشيخ الشريف الهندي ومبارك الفاضل والاتحادي الأصل وقوي الحراك الوطني وكتلة (تسع) وعدد كبير من الرموز السياسية والزعماء هذا على سبيل المثال لا الحصر

الجمعية العمومية خلصت إلى منهج للتوافق الوطني ودعوة كل الأطراف التي تغيبت من أجل الجلوس معهم وطرح المبادرة وسوف يعلن ما تم التوصل إليه في مؤتمر جامع يعقد بداية الشهر القادم ومن ثم تقدم لرئيس المجلس السيادي

ما جاء في متن هذه المبادرة مبادرة (نداء أهل السودان) يشتمل علي محاور مختلفة تمثل خارطة طريق لمعالجة الوضع السياسي والاقتصادي والقانوني والشوري و الحكم والسلام وهي واحدة من المبادرات التي إذا عضت عليها الحكومة بالنواجذ تكن مخرجا وتكن حكما رشيدا يقود الفترة الإنتقالية إلى بر الإنتخابات والتحول الديمقراطي

هنالك أطراف تعتقد أنها هي التي تقرر في شأن هذه البلاد وهي تدعي كذبا بأنها تملك الشارع وهي التي أتت بها الثورة التي سرقوها ، هذا الذي أعتبره تخيلا منهم وهو ليس بحقيقة فعليهم التعقل والنظر إلى الوطن بعين التنوع السياسي والاثني والقبلي وليس بطريقة (ركوب الراس ) واللاءات المستحيلة ،

المجتمعون بالأمس مدوا لهم أياديهم بيضاء من غير سؤء لضمهم إلي هذه المبادرة واللحاق بها وقد كونت لجنة لذات الغرض ، إن قبلوا فهذا هو المرتجي وإن أبو تكون على (نفسها قد جنت براقش ) ! ويتم تجاوزهم

أعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، الوضع كله في غاية السوء ولا بد من حكومة وطنية قوية تنشل هذه البلاد من وهدة الغرق ، لا تنازعوا فتفشلوا ، دعوتنا لكل أهل السودان بالانضمام إلينا ، لابد أن نجاهد من أجل الوطن ، ينبغي أن ننسى أنفسنا و ننسي مصالحنا الحزبية والشخصية ونقذفها بعيدا ونجعل مصلحة هذا الدين هي العليا ومصلحة هذا الوطن هي المبتغي ، تلك كلمات من نور قالها الشيخ الطيب الجد في جلسة الانعقاد التي تمت في داره

بلغة أهل المجنونة! كرة القدم أقول : يالبرهان جاتك مدردقة (فضقل بها ) قليلا ثم (شوت) في القون ودع الحكم (يُصفِّر) والمعلق يقوم من كرسيه واقفا ويصيح قووون ونقوم نحن مصفقين ومنتصرين ! .

التعليقات مغلقة.