المستشار الإعلامي لرئيس حركة تمازج يكتب: مسببات إحباط الطلاب
الخرطوم/ الرائد نت
مرت البلاد بظروف سياسية صعبة و أزمات متراكمة و هي بالتأكيد نتاج طبيعي لتعاقب النخب السياسية الفاشلة و التي تدعي الديمقراطية و هي لا تطبق معانيها حتى في تنظيمها الداخلي ، ناهيك عن الصراع بينها و العسكر و سيطرة نخب بعينها على الحوار و إقصاء أصحاب المصلحة الحقيقيين مما أدى إلى وجود فجوة كبيرة بين الأجيال وسيطرة جيل من كبار السن على قيادة الأحزاب والمؤسسات المهمة، وعدم إتاحة الفرصة للشباب للمشاركة الفعالة داخلها. مما أعطى شعوراً باليأس و تحول هذه اليأس إلى إحباط مجتمعي .
هذه الأحزاب التي تطالب بعودة الجيش إلى ثكناته ، تأتي بعدة فترة و تتخذهم مطية للوصول إلى الحكم بحجة أن البلاد لا تدار سياسياً فقط لذلك لابد من حماية أمنية تكون بمثابة إنذار للطرف الآخر.
نلاحظ في الآونة الأخيرة غياب تام لشريحة الطلاب من المشهد السياسي خاصة في الجامعات و المعاهد العليا و أصبحت الروابط و الواجهات السياسية لها في غموض مستمر ، هل تحولت هذه الروابط و الجمعيات الأدبية إلى تنظيمات جديدة و تم تذويبها داخل الكتل الثورية؟ هل الظروف الدراسية أصبحت معقدة ؟ يبدو أن هناك فجوة بين المعرفة السياسية و المشاركة السياسية و هذه العوازل لابد من إزالتها عبر المواجهة الجماهيرية المباشرة و تغيير النظم الداخلية للأحزاب و الواجهات السياسية
موتمر الخريجين الذي تم إنشاؤه إبان فترة الحكم الثنائي الاستعماري بالسودان عام 1938م على أيدي خريجي كلية غردون ” جامعة الخرطوم حالياً” كان النواة الحقيقية و التي نال السودان منها إستقلاله و الواقع اليوم شير عكس ذلك .
قرأت في بعض الكتب السياسية أنه لا فرق بين مقاومة المستعمر و النظام الشمولي الداخلي لأي دولة و كذلك لا فرق بين التغيير الاجتماعى و السياسي و أنه أي تغيير سياسي لابد له من فئة من مجتمعية قوية تسانده و تضع له الخطط و التدابير الوقائية و هنا يظهر دور الطلاب في تغيير الأنظمة و لكن للأسف فقد أصبحت الجامعات في العالم الإسلامي وسيلة من وسائل التنشئة المتوافقة مع الخط الرسمي للدولة ودعوة الطلبة للعمل السياسي قد تنظر إليها الدولة على أنها تؤدي إلى فشل المشروع الرسمي في التنشئة السياسية للطالب وأيضًا من جهة أخرى فإن دعوة الطالب للعمل السياسي والمشاركة فيه تنظر إليها الدولة على أنها تعريض هذا الطالب لرياح الفكر الموقف والانتماء الذي لا يتوافق بصفة عامة مع السياسة الرسمية في خطوطها العريضة و هذا ما يجب على الطلاب التصدي له قبل فوات الأوان
التعليقات مغلقة.