من أم ضوا بان هل أتاكم نبأ المآذن ؟.. ياسر الفادني يكتب..

الخرطوم/ الرائد نت

غبرنا أرجلنا بالأمس ظهرا من أجل الدين والوطن ، وكبرنا مرات ومرات عندما سمعنا الله أكبر من أصوات المآذن الشامخة علوا وسموقا وذكرا لله سبحانه وتعالى ونحن قد وطئت أرجلنا سجادة السادة الأرباب بأم ضوا بان ، كبرنا مصليين وكبرنا ونحن حضورا لملتقى أهل نداء السودان للتوافق الوطني

أم ضوا بان عندما تدخلها تحس بالطمانينة وتحس بنسمة الخشوع الجميل تسري في جسمك ، أنت في صحن مسجدها ترى الطيبة والكرم والسماحة في الوجوه الباسمة بشرا والمستشرقة أملا في هذا الزمان ( الشين) !، كيف لا وفيها رجل قامة رجل دين وصوفي مشبع بذكر الله ويتدثر بثوب الصلاة على أفضل من خلق الله جميعا المعلم المصطفى الذي ماضل ولا غوى صلى الله عليه وسلم ، كنا في حضرة الشيخ الطيب الجد خليفة سجادة السادة الأرباب في فعالية وطنية كبيرة وعظيمة ،أصلها ثابت وفرعها في عنان السماء

نداء السودان للتوافق الوطني تلك المبادرة التي أطلقها زعيم الأرباب ودبدر والتي أتى إليها شيوخ الطرق الصوفية وزعماء القبائل ورموز السياسة بمختلف أطيافهم والشباب والمرأة من كل حدب وصوب كانت قبلتهم واحدة وكانت صلاتهم نورا والباقيات الصالحات دعوة لهذا الوطن أن يستقر سياسيا وإن يبعد عنه كل من يريد الأذى الضرر به ، إنها كانت ملحمة للوطنيين الخلص وعصفا للعلماء والمفكرين وأهل السياسة وأهل الحل العقد ، اتي إليها من أتى واعتذر بألم وحسرة من غاب لظرف مقدر وأبى من أبى وإنه لخاسر

أم ضوا بان في هذه الفعالية أعادت للتاريخ مجده القديم الذين كان لأهلها القدح المعلى في تحرير الخرطوم من دنس المستعمر وابلوا فيها بلاءا حسنا آنذاك و الآن يكررون نفس الموقف ليس تحرير الخرطوم فحسب بل تحرير كل هذه البلاد من تغول الغريب وعمالة الخائن إلي دعم الإرادة الوطنية الحقة ودعم القوات المسلحة ودعم كل من يريد لهذا الوطن خيرا واستشراقا ويسعى لمستقبل سياسي واعد لهذا الوطن في كل شييء ، نواياهم سمحة وقلوبهم صادقة وصافية وعقولهم متقدة حبا للتراب

فعالية نداء الوطن للتوافق الوطني بدأها الشيخ الطيب الجد بخطاب ضاف ، خطاب فيه نقاط و إشارات ومضامين تدعوا لنبذ خطاب الكراهية والجلوس في مائدة الحوار الوطني دون إقصاء لأحد من أجل التوصل إلي كلمة سواء بين كل مكونات المجتمع السوداني دينية كانت أو سياسية أو قبلية ، خطابه فيه الحفاظ على كرامة هذا الوطن ورفض التدخل الأجنبي بكافة أشكاله والتوصل إلي كلمة سواء وهي كلنا نداءا لهذا الوطن وتلبية لمتطلبات شعبه وصونا وحفظا لترابه ولأهله من التشظي و الإنقسام وذهاب الريح ، الخطاب نقطة إنطلاق في مضمار الوفاق الوطني الجاد وتثبيت لأطناب القوات المسلحة والحفاظ عليها وتقويتها لا تفكيكها ولا التقليل من شأنها

كل الرموز التي تحدثت عقب كلمة الشيخ الطيب الجد أعلنت وبملء فيها تأييدها الكامل لهذه المبادرة والعمل سويا من أجل إنجاحها لأنها قدمت من رجل دين معروف ومبجل وتواثقوا جميعا على المضي بها قدما حتى تر النور وتكون واقعا وهاديا للعمل السياسي في الفترة المقبلة التي تنتهي بالإنتخابات الشفافة ويأتي من يحكم السودان عبر صناديق الإقتراع

المآذن التي شيدت من ( ضانقيل ) بركة السادة الأرباب قد أذنت بالأمس أن الله أكبر على الوطن الجريح الذي لابد لجراحه أن تندمل ، المآذن التي يعلو هلالها صدحت أن حي على العمل من أجل أن تسود قيم الدين وقيم الأخلاق وقيم العدل حكما لهذه البلاد و إحتراما فشكرا لهذه القامة الشيخ الطيب الجد هذا الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى صادحا بالحق قائلا : ياحكام ويا اهل بلادي إتبعوا المرسلين .

التعليقات مغلقة.