كمال كرار يكتب: وزارة الموز والطحنية

متابعات/ الرائد نت

في إشارة تهكمية قالت وزارة المالية على لسان وزيرها أن مرتب الموظف الشهري والذي كان ينتهي عند اليوم الثالث من الشهر، بات في عهدهم يكفي حتى اليوم ١٢ من الشهر.. يا للرفاهية والثراء وتحسين الأوضاع المعيشية.

وإن صدق هذا الحديث الكاذب أصلًا فكيف ومن أين يعيش الموظفون والعمال فيما تبقى من أيام الشهر والبالغة ١٨ يومًا؟!..
هل يصومون تبتلًا وتطوعا.. أم يأكلون النيم؟..
وهل صامت الوزارة عن وجباتها الفاخرة التي تزين اجتماعات لجانها في أي يوم من الأيام؟
وقل لي كم من أموال تنفقها الموازنة للضيافة والنثريات والسفر السياحي وهلم جرا!! وكم ينفق على الصحة والتعليم؟ المقارنة هنا معدومة.
وطالما كان الانقلابيون يتهكمون على المرتبات والأجور فليقولوا لنا كم يبلغ مرتب الوزير وعضو المجلس السيادي، وكم هي نثريات مكاتبهم اليومية، ونفقات أساطيلهم الأمنية التي تتبعهم كظلهم.
ودم الشهيد بي كم ولا السؤال ممنوع؟!
ولما كان مرتب الموظف يكفي لمدة ١٢ يومًا، فعليه الزوغان من مكتبه خلال ما تبقى من الشهر والبحث عن دخل إضافي، يسوق رقشة أو يدردق درداقة.
ومعناها أن الخدمة المدنية شيعت إلى مثواها الأخير..
وطالما أن الأجور لا تكفي، فإن البعض سيساعدها (بي جكة)، رشوة وتسهيلات وكدة تقبض لقاء تيسير الخدمات، أو التحايل على القوانين، ويسميها الحرامية الرقعة.. وهي منتشرة خاصة بعد أن عاد الكيزان لوظائفهم المرموقة بعد الانقلاب.
ويبقي سؤال هام لماذا تضاءلت المرتبات إلى هذا الحد، وقد كان في الماضي تكفي وتزيد.. والشاهد حسابات التوفير في البوستة، وسندات الادخار، حين كان الجنيه يساوي ٣ دولارات!!
والاجابة أن الاقتصاد ومنذ عقود كان في أيدي غير نظيفة، تعددت الأسماء والنتيجة واحدة، مافيا ورأسمالية طفيلية، وسماسرة وسدنة وتنابلة..
نهبوها وصقيرها حام..
وأما بعد نقول للمتهكمين والمتهكمات ناس الموز والطحنية.. إن الثوار في الموعد.. وحبايك ٣٠ يونيو..
وأي كوز مالو؟

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.